حذّرت رباب قربي، مرشدة أهالي وأزواج، متخصصة في الوالدية والعلاقات العائلية والجنسانية، ومديرة مركز "محطات"، من خلال برنامج "بيت العيلة" المذاع على راديو الشمس، من ظاهرة الانهيار المؤجل، التي باتت تظهر بشكل متزايد لدى الأفراد، خصوصًا في أعقاب الأزمات الكبرى مثل الحروب أو الصدمات النفسية العنيفة.
ما هو الانهيار المؤجل؟
توضح قربي أن الانهيار المؤجل هو حالة نفسية تظهر بعد مرور فترة من الصدمة أو الحدث الصعب، حيث يبدو الشخص في البداية متماسكًا، لكنه يبدأ لاحقًا في الانهيار تدريجيًا، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي. وتقول: "الإنسان قد يضطر إلى التماسك في لحظة الأزمة، خاصة إذا كان مسؤولًا عن أطفال أو عائلة، لكن الجسم والعقل لا ينسى، ويبدأ في إرسال إشارات الانهيار لاحقًا".
أعراض جسدية ونفسية مقلقة
تشمل أعراض الانهيار المؤجل، بحسب قربي، الصداع المستمر، تشنج العضلات، اضطرابات النوم، التوتر، القلق، والشعور بالفراغ العاطفي. كما قد تظهر مشاعر الغضب، الخجل، والعار دون سبب واضح، وتضيف: "هذه الأعراض ليست مجرد حالات عابرة، بل مؤشرات على أن الجسم والعقل يطلبان المساعدة".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
متى يظهر الانهيار؟
لا يقتصر الانهيار المؤجل على الحروب أو الكوارث، بل قد يظهر بعد مواقف حياتية ضاغطة مثل مقابلات العمل، الامتحانات، أو حتى بعد انتهاء مسؤولية كبيرة، وتوضح قربي أن ردات الفعل المكبوتة أثناء الحدث هي السبب الأساسي في ظهور الانهيار لاحقًا.
العلاج يبدأ بالحديث
تؤكد قربي أن الحديث مع أشخاص داعمين هو الخطوة الأولى نحو التعافي، مشيرة إلى أن تجاهل الأعراض قد يؤدي إلى انتكاسات ذهنية وعاطفية متكررة، وتدعو الأهالي إلى مراقبة أطفالهم بعد الأزمات، والانتباه لأي سلوك غير معتاد، مثل الانعزال، نوبات الغضب، أو التغيرات المفاجئة في المزاج.
كما أضاقت أن "الانهيار المؤجل ليس ضعفًا، بل استجابة طبيعية للضغط. علينا أن نمنح أنفسنا وأطفالنا المساحة للحديث، والتعافي، والاعتراف بأننا بشر نحتاج إلى الدعم"، وتدعو المؤسسات والمجتمع إلى تعزيز الوعي بالصحة النفسية، وتوفير مساحات آمنة.
طالع أيضًا: