أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريح صحفي أن التهديد بالعقوبات لن يسهم في دفع عجلة الدبلوماسية، داعيًا المجتمع الدولي إلى تغليب الحوار والتفاهم السياسي بدلًا من السياسات العقابية التي تؤدي إلى تعقيد الأزمات الإقليمية والدولية، وجاء هذا التصريح خلال لقاءه مع عدد من السفراء المعتمدين لدى إيران، ضمن سلسلة اللقاءات الدبلوماسية التي تهدف إلى إعادة بناء الثقة بين الأطراف المعنية.
عراقجي: الضغط لا يُنتج تفاهمًا
أوضح الوزير الإيراني أن اللجوء إلى العقوبات الاقتصادية كأداة تفاوض يؤدي إلى نتائج عكسية، مشيرًا إلى أن إيران لطالما أكدت انفتاحها على المفاوضات المبنية على الاحترام المتبادل، وأضاف: “الدبلوماسية لا يمكن أن تزدهر في مناخ مهدد بالعقوبات، الحوار وحده هو الطريق إلى التفاهم الحقيقي.”
دعوة لسياسات أكثر عقلانية
ودعا عراقجي القوى الكبرى إلى إعادة النظر في أدواتها الدبلوماسية، معتبرًا أن السياسات العقابية فقدت فعاليتها ولم تعد قادرة على تحفيز التغيير الإيجابي.
وأكد أن إيران مستعدة لمواصلة المسار التفاوضي بما يخدم الأمن والاستقرار الإقليمي، بشرط أن يكون خاليًا من الضغط والإكراه السياسي.
ردود فعل متباينة دوليًا
بينما رحبت بعض العواصم بالموقف الإيراني، معتبرة إياه رسالة إيجابية، أشارت تحليلات دبلوماسية إلى أن التصريحات تعكس رغبة إيرانية في التهدئة، لكنها لا تُغني عن خطوات عملية لإعادة تحريك الجمود الحاصل في الملفات العالقة، خصوصًا ملف البرنامج النووي والعلاقات الإقليمية.
بيان من وزارة الخارجية الإيرانية
وجاء في بيان رسمي نُشر على الموقع الإلكتروني للوزارة: “إيران تؤمن بأن الشراكة الدولية يجب أن تُبنى على أساس الاحترام المتبادل والحوار، وليس على التهديد والضغوط، العقوبات أثبتت فشلها في دعم الحلول السياسية، وتاريخ الأزمات يشهد على ذلك.”
نحو دبلوماسية خالية من التهديدات
تصريحات وزير الخارجية الإيراني تأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات العالمية لإعادة إحياء المسارات السياسية، ويبدو أن الرسالة الإيرانية هذه المرة تضع الدبلوماسية في موقع متقدم على المواجهة، وبين تفاؤل الأطراف الراغبة في الحل، وتردد القوى المتمسكة بالضغط، يبقى مستقبل التفاهمات مرتبطًا بالإرادة السياسية الحقيقية لتغليب لغة الحوار على لغة الشروط المسبقة.
طالع أيضًا: