استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مساء الثلاثاء، وزير الخارجية الإيراني الدكتور عباس عراقجي في قصر السلام بمدينة جدة، وناقش الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب مستجدات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
لقاء استراتيجي يعكس دفء العلاقات المتجددة
جاء اللقاء في إطار سلسلة من التحركات الدبلوماسية المتبادلة بين السعودية وإيران منذ إعادة العلاقات الدبلوماسية في مارس 2023، وبحسب مصادر رسمية، فقد تناول الاجتماع سبل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي، وتفعيل اللجان المشتركة، إضافة إلى مناقشة التطورات في ملفات إقليمية حساسة.
وقال مصدر دبلوماسي سعودي: "اللقاء كان إيجابياً للغاية، وشهد توافقاً على أهمية استمرار الحوار المباشر كوسيلة لتجاوز التحديات وتعزيز الاستقرار."
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
عراقجي: "نثمّن دور السعودية في دعم الاستقرار"
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن تقديره لموقف المملكة في دعم الجهود الإقليمية الرامية إلى التهدئة، مشيداً بما وصفه بـ"النهج المسؤول" الذي تتبعه الرياض في التعامل مع الأزمات، وأكد عراقجي أن إيران ملتزمة بسياسة حسن الجوار، وتسعى إلى بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
بيان مشترك: "نحو شراكة إقليمية متوازنة"
في بيان مشترك صدر عقب اللقاء، شدد الجانبان على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح الشعبين، وأكدا التزامهما بمواصلة التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية، كما اتفقا على عقد جولة جديدة من الاجتماعات الفنية خلال الأسابيع المقبلة لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
لحظة مفصلية في مسار التقارب
لقاء الأمير محمد بن سلمان بالوزير عباس عراقجي يعكس تحوّلاً نوعياً في العلاقات الخليجية – الإيرانية، ويؤشر إلى رغبة حقيقية في تجاوز الخلافات التاريخية عبر الحوار والتعاون، وبينما لا تزال بعض الملفات بحاجة إلى مزيد من التفاهم، فإن هذا اللقاء يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الشراكة الإقليمية.
طالع أيضًا: