شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا صباح اليوم سلسلة من الاشتباكات المسلحة بين مجموعات محلية، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، وفق مصادر محلية وطبية، وتأتي هذه المواجهات في ظل تصاعد حدة التوتر بين أطراف مختلفة داخل المحافظة التي شهدت في الأشهر الأخيرة اضطرابات متقطعة.
خلفية التوترات في المنطقة
السويداء، ذات الغالبية الدرزية، ظلت في السنوات الماضية بمنأى نسبي عن الصراع السوري العام، لكنها تعيش حالة من الاحتقان بسبب التحديات الاقتصادية، وضعف مؤسسات الدولة، وغياب الحلول السياسية. وازدادت التوترات في الآونة الأخيرة على خلفية خلافات بين مجموعات محلية حول النفوذ والأمن.
طبيعة الاشتباكات وأماكن وقوعها
بحسب شهود عيان، اندلعت الاشتباكات فجأة في مناطق متفرقة داخل المدينة، من بينها حي المزرعة ودوار المشنقة، واستُخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والمتوسطة.
وأفادت فرق الإسعاف أن معظم الإصابات كانت في صفوف المدنيين الذين تواجدوا في مواقع قريبة من الأحداث. وتم نقل الجرحى إلى المستشفيات المحلية، وسط نقص في المستلزمات الطبية.
دعوات إلى التهدئة وتحقيق فوري
ناشطون من السويداء أطلقوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي نداءات عاجلة لوقف إطلاق النار وتغليب صوت العقل، كما ناشدوا الجهات المعنية بالتدخل الفوري لمنع تفاقم الوضع.
وطالب وجهاء من أبناء الطائفة الدرزية بإجراء تحقيق محايد للكشف عن أسباب الاشتباك ومحاسبة المتورطين.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ردود فعل من الجهات الرسمية
أصدر المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية السورية بيانًا مقتضبًا قال فيه: "تتابع الجهات الأمنية تطورات الوضع في السويداء، وتعمل على ضبط الأمن وحماية المدنيين، وسنعلن التفاصيل كاملة فور استكمال التحقيقات."
السويداء تبحث عن استقرار مفقود
تعود مدينة السويداء إلى الواجهة من جديد، ليس بسبب موقف سياسي أو تحوّل إستراتيجي، بل نتيجة تدهور داخلي يعكس حاجة ملحّة إلى بناء مؤسسات قوية قادرة على ضبط الأمن وضمان الحقوق.
ومع تكرار مثل هذه الأحداث، يتزايد القلق الشعبي من أن تصبح المدينة ساحة مفتوحة للصراعات التي لا تعكس تطلعات أهلها.
طالع أيضًا:
لقاء سوري – إسرائيلي مرتقب في باكو وسط تحركات دبلوماسية إقليمية
