كشف استطلاع جديد أجراه "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، اليوم الأحد، عن تحولات لافتة في الرأي العام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة، حيث أظهرت النتائج أن 61% من المشاركين يعتقدون أن إعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع لا يمكن أن تتم إلا من خلال اتفاق شامل يتضمن إنهاء الحرب.
تباين في تقييم قرارات الكابينيت
أظهر الاستطلاع أن 65% من الجمهور الإسرائيلي يرون أن قرارات الكابينيت السياسي–الأمني لا تسهم في إعادة الأسرى. ومن بين هؤلاء، اعتبر 43% أن القرار لا يحقق أي من أهداف الحرب، بينما رأى 22.5% أنه يقرب من انهيار حكم حركة حماس، و22% يعتقدون أنه يخدم كلا الهدفين.
كما أشار 68% من المشاركين إلى غياب خطة واضحة لدى الحكومة لإنهاء الحرب، مقابل 24% فقط يعتقدون بوجود خطة كهذه.
دوافع الحرب والتنسيق السياسي–العسكري
فيما يتعلق بتوسيع العمليات العسكرية، قال 54.5% من المستطلعين إن القرار لم يُتخذ بناءً على اعتبارات أمنية، بينما رأى 41% أن الاعتبارات الأمنية كانت الدافع الأساسي. أما بشأن التنسيق بين المستويين السياسي والعسكري، فقد عبّر 51% عن اعتقادهم بضعف التعاون، مقابل 42.5% يرون أن التنسيق قائم وفعّال.
موقف الجمهور من المشاركة العسكرية
أظهر الاستطلاع أن 32% من الجمهور اليهودي يعتقدون أنه من المشروع رفض المشاركة في الحرب خشية على حياة الأسرى، بينما رفض 55% هذا الموقف، معتبرين أن التخوف لا يبرر رفض الأوامر العسكرية.
ورغم استمرار الحرب، لا يزال 66% من الإسرائيليين يعتقدون أن الجيش سينتصر، لكن فقط 49.5% يعتقدون أن أهداف الحرب ستتحقق بالكامل، و32% يرون أنها ستتحقق جزئيًا، بينما شكك 13% في إمكانية تحقيقها.
تراجع الثقة بالمؤسسات العسكرية والسياسية
سجلت الثقة بالجيش الإسرائيلي تراجعًا طفيفًا من 77% إلى 75% مقارنة بالشهر الماضي، مع تفاوت كبير بين الجمهور اليهودي (87%) والعربي (29%). كما تراجعت الثقة برئيس الأركان إيال زامير إلى 60%، بعد أن كانت 62% الشهر الماضي و69% في يونيو.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
أما الثقة بالحكومة الإسرائيلية، فقد بلغت 23% فقط، بينما قال 30% إنهم يثقون برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
قلق داخلي من العزلة والديمقراطية
أعرب 66.5% من المشاركين عن قلقهم من عزلة دولية محتملة لإسرائيل، في حين قال 30.5% إنهم غير قلقين من ذلك. كما عبّر 67% عن مخاوفهم بشأن مستقبل الديمقراطية في البلاد، مقابل 31% لا يشاركون هذا القلق.
وفيما يتعلق بالأمن الشخصي، أفاد 30% بأن شعورهم بالأمان مرتفع أو مرتفع جدًا، بينما وصفه 45% بأنه متوسط، و24% قالوا إنه منخفض أو منخفض جدًا.
أزمة ثقة وتطلعات لحل شامل
تعكس نتائج الاستطلاع حالة من التردد والقلق داخل المجتمع الإسرائيلي، سواء بشأن مستقبل الحرب أو أداء القيادة السياسية والعسكرية. وفي بيان صادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي"، جاء فيه: "الاستطلاع يكشف عن فجوة متزايدة بين أهداف الحرب المعلنة وتوقعات الجمهور، ما يستدعي مراجعة استراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الأولويات الإنسانية والسياسية."
وتبقى مسألة إعادة الأسرى نقطة محورية في النقاش العام، وسط دعوات متزايدة لإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة ويعيد الاستقرار.
طالع أيضًا:
