يشهد قطاع غزة تفشي سلالة فيروسية جديدة سريعة الانتشار تحمل أعراضاً تتشابه مع متحور كورونا وتصيب الأطفال خاصة الذين يعانون من سوء التغذية وضعف المناعة، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للمضاعفات القاتلة.
وللحديث حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، مع الدكتور أحمد الفرا، مدير قسم الأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي، والذي حذر من هذه الموجة التي ضربت القطاع "مبكرًا جدا".
وأضاف:"ظهرت الإصابة بفيروسات شبيهة بالأنفلونزا و كورونا في فصل الصيف، قبل موعدها المعتاد في الخريف أو الشتاء، والفحوصات اللازمة للكشف عن نوع الفيروس لا تتوفر في غزة، مما يفرض التعامل مع الحالة على أنها إنفلونزا".
وذكر أن هذه الموجة جاءت في ظروف صعبة للغاية، حيث تعاني المستشفيات من ازدحام شديد في ظل تفاقم سوء التغذية الذي أدى إلى ضعف المناعة لدى الأطفال والكبار.
واستطرد: "كما تواجه المستشفيات معضلة نقص الكهرباء التي تحرمهم من استخدام الأجهزة اللازمة لعلاج الأطفال الذين يعانون من مشاكل في التنفس نتيجة تضيق القصبات الهوائية التي يسببها الفيروس".
وأشار إلى عدم توفر الأدوية العلاجية المهمة التي تخفف أعراض الفيروس، إضافة إلى صعوبة توفير المشروبات والفيتامينات التي كانت تُعطى للمرضى عبر الإرشاد الصحي، نتيجة لانعدام هذه المواد في الأسواق بسبب الظروف التي يشهدها القطاع.
وأكد أن انتشار الفيروس في غزة أصبح واسع النطاق ويشمل جميع المناطق، لافتاً إلى أن الظروف المعيشية، مثل السكان المكتظين في الخيام وغياب وسائل التعقيم الأساسية، مثل الصابون والمعقمات، تزيد من سرعة تفشي العدوى.
وحذر من زيادة خطر المضاعفات، خصوصاً على الفئات الهشة، مثل الرضع تحت ستة أشهر وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة مثل ضغط الدم والسكري، مطالباً الأسر بالتوجه للمستشفى فور ظهور أعراض التنفس الصعبة أو ارتفاع درجة الحرارة الشديد.
وعن اللقاحات، أكد د. الفرا أن اللقاحات الأساسية للكورونا والإنفلونزا نادرة أو غير متوفرة في القطاع، وأن طلبات المساعدة لم تصل بسبب الحصار والعراقيل على المعابر، مما يزيد من الأزمة الصحية.