قال البروفيسور أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية، إن توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قراراً يعتبر أي هجوم على أراضي قطر تهديداً لأمن الولايات المتحدة يشكل رسالة مزدوجة موجهة لكل من إسرائيل وإيران، وليس مجرد إجراء شكلي للضغط على حركة حماس.
قطر ودورها المحوري في المفاوضات
يوسف أوضح أن قطر باتت الدولة الأكثر تأثيراً على حركة حماس في هذه المرحلة، مشيراً إلى أنه "لا يمكن لأي صفقة أن تمرّ دون التأثير القطري، ومن خلفه الدور التركي".
وأضاف أن واشنطن أرادت بهذا القرار طمأنة الدوحة ومنحها ثقلاً إضافياً بحكم دورها الوسيط في المفاوضات، فضلاً عن كونه إشارة إلى إيران بعدم استهداف القواعد الأمريكية الموجودة على الأراضي القطرية.
حماس بين مأزقين
وعن موقف حماس من المبادرة الأمريكية، أشار يوسف إلى أن الحركة "واقعة في مأزق استراتيجي"، إذ أن القبول بالمقترح سيُظهر أن الحرب خيضت بلا جدوى، بينما الرفض يعني استمرار المقتلة في غزة.
وأوضح أن قيادة حماس تميل إلى قبول الإطار العام للاتفاق، كوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي وإطلاق سراح الأسرى، مع المطالبة بتوضيحات وتعديلات في قضايا أساسية مثل الانسحاب الكامل، نزع السلاح، والإدارة ما بعد الحرب.
وصاية دولية وانتقاص من الكيانية الفلسطينية
البروفيسور يوسف أكد أن جوهر المبادرة المطروحة يقوم على "فرض وصاية دولية جديدة"، تشبه الانتداب البريطاني أو الإدارة التي فرضت على العراق بعد 2003، معتبراً أن هذا الطرح يعكس "صورة استشراقية بأن الفلسطينيين غير قادرين على إدارة شؤونهم".
وأضاف أن الدور المتوقع للسلطة الفلسطينية سيكون هامشياً ومؤجلاً لعامين على الأقل، ريثما يتم تنفيذ إصلاحات إدارية وأمنية.
مستقبل غامض
واختتم يوسف حديثه بالتشديد على أن المواجهة لن تنتهي بتوقيع أي صفقة، قائلاً: "حتى لو وافقت حماس بتحفّظ، فإن إسرائيل ستبقى قادرة على المناورة في التفاصيل الميدانية، وسيظل القطاع تحت تهديد عسكرة إسرائيلية طويلة الأمد".
