وصفت الباحثة في علم الاجتماع ومديرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، الدكتورة هنيدة غانم، الأحداث الأخيرة في غزة بأنها "نكبة جديدة" تتجاوز بمظاهرها كل ما شهده الفلسطينيون في النكبة الأصلية عام 1948.
وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن العنف الحالي لا يقتصر على التهجير المادي للفلسطينيين كما كان في النكبة، بل يتضمن إبادة شاملة تستهدف تدمير المجتمع الفلسطيني بشكل كامل، مع تداعيات نفسية واجتماعية غير مسبوقة تحمل معها آثارًا طويلة الأمد على الذاكرة الجماعية لأهل غزة.
وتابعت: "هذا العنف الخاطف والدامي لا يمنح الناس مهربًا، بخلاف ما حصل سابقًا حين كان هناك فرصة للهروب، مما يجعل الأزمة أكثر فتكًا وأشد تأثيرًا.. المصطلح السياسي والدلالات العاطفية لا يمكن فصلهما عن بعضهما؛ فالانقسام الفلسطيني مستمر، ولم تستخلص القيادات عبر هذه المأساة بعد، لأن هناك فصلًا غير منطقي بين الانفعال الإنساني والحسابات السياسية".
إعادة بناء استراتيجية وطنية موحدة
كما أضافت أن القيادة الفلسطينية بحاجة لإعادة بناء استراتيجية وطنية موحدة بديلاً عن السياسات التقليدية التي لم تعد تلبي حجم التحديات الراهنة.
وأشارت إلى أن المشهد السياسي الإسرائيلي أيضاً لم يستوعب الدروس، إذ لا تزال التصورات القديمة تسيطر على بعض الفئات، فيما تواجه إسرائيل مأزقًا دوليًا متصاعدًا مع استمرار تدهور صورتها بسبب المجازر والجرائم.
كما أكدت أن واحدة من أكبر الإشكاليات تتمثل في اعتماد الفلسطينيين على الأطراف الدولية التي لم تقدم أي دعم فعلي لغزة أثناء المجاعة والحصار، ما يضعهم تحت رحمة مصالح سياسية متغيرة.
واختتمت بأن المرحلة الحالية تحمل فرصًا دبلوماسية وشعبية جديدة ينبغي استثمارها لتحقيق وحدة فلسطينية وتعزيز المقاومة السياسية والاجتماعية، مع التنويه إلى أهمية الدمج بين مفهوم المواطنة والوطنية لتحقيق توازن حقيقي في النضال الفلسطيني.