أفادت مصادر محلية، مساء الثلاثاء، بأن مركبات مستوطنين تعرضت لهجوم بزجاجات حارقة قرب بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، ووقع الحادث في منطقة تشهد توترًا متصاعدًا منذ أسابيع، وسط انتشار مكثف للقوات الإسرائيلية في محيط التجمعات السكنية الفلسطينية.
تفاصيل الحادث
وبحسب المعلومات الأولية، فإن مجموعة من الشبان ألقوا زجاجات حارقة باتجاه مركبات كانت تمر قرب مدخل البلدة، ما أدى إلى اشتعال النيران في إحدى المركبات دون تسجيل إصابات بشرية، ووصلت قوات إسرائيلية إلى المكان، وشرعت بعمليات تمشيط واسعة في محيط المنطقة، تخللها إغلاق مؤقت لبعض الطرق الفرعية المؤدية إلى بيتا.
وقال شهود عيان إن القوات أطلقت قنابل صوتية وأخرى مسيلة للدموع خلال عمليات التمشيط، ما تسبب بحالات اختناق بين عدد من المواطنين، بينهم أطفال ونساء، وأضافوا أن الحادث وقع في منطقة تشهد احتكاكات متكررة بين السكان المحليين والمستوطنين، خاصة في ساعات الليل.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ردود فعل ومطالبات
وفي أعقاب الحادث، طالبت جهات حقوقية بضرورة التحقيق في أسباب التوتر المتصاعد في محيط بيتا، مشيرة إلى أن استمرار الاستفزازات في المناطق القريبة من التجمعات الفلسطينية يفاقم من حدة الاحتكاك ويعرض المدنيين للخطر، وقالت مؤسسة الحق في بيان لها: "ما جرى قرب بيتا يعكس حالة الغليان الشعبي في ظل الإجراءات الأمنية المكثفة، ويجب معالجة الأسباب الجذرية للتوتر بدلًا من الاكتفاء بالردود الميدانية".
من جهتها، قالت مصادر إسرائيلية إن الحادث "لن يمر دون رد"، مشيرة إلى أن الجهات الأمنية تتابع كاميرات المراقبة لتحديد هوية منفذي الهجوم. وأضافت أن "سلامة المواطنين أولوية، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث".
تصاعد ميداني في ظل غياب الحلول السياسية
يأتي هذا الحادث في سياق تصاعد ميداني تشهده مناطق متفرقة من الضفة الغربية، وسط غياب أي أفق سياسي لحل النزاعات المتكررة بين السكان المحليين والمستوطنين. وبينما تتواصل عمليات التمشيط في محيط بيتا، تبقى التساؤلات قائمة حول جدوى الحلول الأمنية في معالجة التوترات المتجذرة.
طالع أيضًا:
الجيش الإسرائيلي يتسلم جثماني محتجزين عبر الصليب الأحمر الدولي
