أعلن مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة إلغاء الاحتفال الجماهيري بإضاءة شجرة الميلاد، والاكتفاء بإضاءتها ضمن مؤتمر صحفي، وذلك على خلفية قيود أمنية وتنظيمية وصفها المجلس بأنها تمس بجوهر المناسبة وتفرض تمييزا بين المشاركين.
وقال بسيم عصفور، رئيس مجلس الطائفة الأرثوذكسية، إن قرار الإلغاء جاء انطلاقا من الحرص على أمن وسلامة المواطنين، لكنه شدد في الوقت ذاته على رفض تحويل مناسبة عامة تجمع الآلاف إلى حدث مغلق يقتصر على عدد محدود من المدعوين.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن مهندس الأمن والأمان، المطلوب قانونيا لترخيص الحدث، حدد سقف المشاركة بـ1500 شخص داخل ساحة الكنيسة، إضافة إلى نحو 4500 في منطقة العين عبر شاشات بث مباشر.
وأضاف عصفور أن الإشكالية الأساسية لم تكن في تحديد الأعداد بحد ذاته، وإنما في إلزام المجلس بتوزيع بطاقات دخول، الأمر الذي يعني اختيار فئة معينة ومنع الآلاف من المشاركة.
وتابع: "لسنا مستعدين لأن نميز بين الناس في عيد هو للجميع، ولا أن نفضل فئة على أخرى، فهذا يتعارض مع روح الميلاد ومع نسيج المدينة".
وأشار إلى أن الاحتفالات في السنوات السابقة لم تكن تعتمد نظام البطاقات، وأن تحديد الأعداد بدأ بعد فترة كورونا، ما تسبب حينها بحالات ازدحام وتدافع. ولفت إلى أن الحل الذي طرحه المجلس كان السماح بدخول أول 1500 شخص إلى الساحة، بينما يتمكن باقي المشاركين من التواجد في المناطق المحيطة دون منع أو تمييز، معتبرا أن ضبط النظام مسؤولية الجهات الأمنية وليس الجهة المنظمة.
كما انتقد عصفور قرار إغلاق المصالح التجارية في محيط ساحة الكنيسة، مشيرا إلى أن هذا القرار صدر بطلب من الشرطة، ووصفه بغير المسبوق، خاصة أن هذا اليوم يعد من أهم الأيام التجارية لأصحاب المصالح.
واستطرد: "لم نشهد في أي مكان آخر إغلاق المصالح بسبب احتفال بإضاءة شجرة الميلاد".
وأكد أن المجلس حاول على مدار أسبوعين التوصل إلى حلول بديلة، إلا أن الاتصالات المتأخرة وعدم التوصل إلى تفاهم واضح دفعا إلى اتخاذ قرار الإلغاء.
وختم بالقول أن المجلس يتطلع إلى معالجة هذه القضايا بشكل مبكر في العام المقبل، بما يضمن الأمن دون المساس بروح العيد، متمنيا عيدا سعيدا وميلادا مجيدا للجميع.
