اقتحمت القوات الاسرائيلية وآليات الهدم، فجر اليوم، حي وادي قدوم في بلدة سلوان بالقدس، وشرعت في هدم بناية سكنية مكونة من أربعة طوابق تضم 13 شقة، تقطنها عشرات العائلات المقدسية، في خطوة مفاجئة أدت إلى تشريد نحو 105 أشخاص، بينهم أطفال ونساء ومرضى وكبار سن.
وقال الناشط المقدسي نواف سلايمة، في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر"، إن سكان الحي تفاجأوا مع ساعات الفجر الأولى بإغلاق كامل للمنطقة وانتشار مكثف للشرطة، موضحا أن “الحارة كلها أغلقت، ومنعت حركة السكان، بينما بدأت آليات الهدم العمل مباشرة دون أي إنذار مسبق”.
وأضاف سلايمة أن البناية المستهدفة قائمة منذ نحو 20 عاما، وأن السكان خاضوا خلال السنوات الماضية مسارا قانونيا طويلا في محاولة لمنع الهدم، شمل تقديم اعتراضات للمحاكم ودفع مبالغ مالية كبيرة لاستصدار تراخيص، دون أن توافق سلطات التنظيم على منحها.
وأكد أن “الناس كانوا في كل مرة يحصلون على تأجيل، لكن هذه المرة جاء القرار فجرا، قبل وصول المحامين، وبدأ الهدم بالفعل”.
وأشار إلى أن البناية مملوكة لعائلات متعددة، حيث تملك كل عائلة شقتها بشكل مستقل، موضحا أن السكان “باعوا ممتلكاتهم وذهب نسائهم من أجل امتلاك مسكن في القدس، لكنهم أخرجوا بالقوة دون أن يتمكن كثير منهم من أخذ أغراضهم أو أوراقهم الرسمية”.
ولفت سلايمة إلى أن عملية الإخلاء تمت وسط تشديد أمني كبير، ومنع الأهالي وأقاربهم من الاقتراب من مكان الهدم، قائلا إن “المنطقة عزلت بالكامل، وحتى أقارب السكان لم يسمح لهم بالوصول لمساعدتهم، فيما استمرت الجرافات بالعمل”.
وأكد أن ما جرى في وادي قدوم يأتي في سياق تصاعد غير مسبوق لعمليات الهدم خلال العامين الأخيرين، مشيرا إلى أن “أكثر من 20 منزلا هدمت في الحي بذريعة تحسين ملامح المدينة، إضافة إلى وجود نحو 150 وحدة سكنية مهددة بالهدم”. واعتبر أن القضية “لا تتعلق فقط بعدم الترخيص، بل تهدف إلى تفريغ القدس من سكانها الاصليين وتقليص الوجود الفلسطيني فيها”.
وختم سلايمة حديثه بالتأكيد على أن العائلات المشردة باتت بلا مأوى، قائلا إن “105 أشخاص أصبحوا في العراء، ولا يعرفون مصيرهم، في مشهد يلخص واقع الهدم والتشريد الذي تعيشه القدس اليوم”.
