أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في دورة غير عادية عقدها اليوم، موقفه الحازم الرافض للاعتراف الإسرائيلي بإقليم الشمال الغربي من الصومال، المعروف باسم "إقليم أرض الصومال"، معلنًا تضامنًا عربيًا كاملًا مع جمهورية الصومال الفيدرالية في مواجهة ما اعتبره اعتداءً مباشرًا على سيادتها ووحدة أراضيها، وتهديدًا للأمن القومي العربي والسلم الإقليمي والدولي.
وجاء انعقاد الدورة الطارئة بناءً على طلب رسمي من الحكومة الصومالية، وبرئاسة السفير حمد عبيد الزُعابي، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الجامعة العربية ورئيس الدورة الحالية، وبمشاركة السفراء المندوبين الدائمين للدول الأعضاء، إلى جانب السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة، لبحث تداعيات الخطوة الإسرائيلية الأخيرة.
إدانة واسعة لاعتراف إسرائيل بانفصال إقليم الشمال الغربي للصومال
وفي البيان الختامي، أدان المجلس بأشد العبارات اعتراف إسرائيل بانفصال إقليم الشمال الغربي للصومال، معتبرًا أن هذه الخطوة تأتي طمعًا في تحقيق أجندات سياسية وأمنية واقتصادية مرفوضة عربيًا ودوليًا.
وأكد البيان الرفض القاطع لأي إجراءات أو نتائج قد تترتب على هذا الاعتراف الباطل، بما في ذلك استباحة موانئ شمال الصومال لإنشاء قواعد عسكرية أو استخدامها لتسهيل مخططات تهجير قسري للشعب الفلسطيني.
وشدد المجلس على الموقف العربي الثابت، المستند إلى ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الاتحاد الإفريقي، باعتبار إقليم الشمال الغربي جزءًا لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي محاولة للاعتراف بانفصاله بشكل مباشر أو غير مباشر.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
اعتراف يندرج ضمن محاولات إسرائيل لزعزعة السلم والأمن الدوليين
واعتبر أن الاعتراف الإسرائيلي غير القانوني يندرج ضمن محاولات إسرائيل، لزعزعة السلم والأمن الدوليين، ويشكل اعتداءً على الأمن القومي العربي يستوجب اتخاذ إجراءات قانونية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية للتصدي له.
وأكد البيان دعم الجامعة العربية لأمن واستقرار الصومال ووحدته وسيادته وسلامة أراضيه، ومساندة حكومته في جهودها للحفاظ على السيادة برًا وبحرًا وجوًا.
كما شدد على حق الصومال في الدفاع الشرعي عن أراضيه وفقًا للمادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، ومساندته في أي إجراءات يتخذها في إطار الشرعية الدولية لمواجهة محاولات الاعتداء.
تأييد كامل من الجامعة العربية للموقف الصومالي
وأعلن المجلس تأييده الكامل للموقف الصومالي الذي يعتبر أي اعتراف بانفصال الإقليم إجراءً باطلًا ولاغيًا وغير مقبول، ويمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية، وتقويضًا للسلم والأمن في الصومال والبحر الأحمر وخليج عدن والقرن الإفريقي.
وحذر البيان من أن التحركات الإسرائيلية تمثل محاولة خطيرة لإعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية في منطقة خليج عدن والبحر الأحمر قبالة السواحل الصومالية، مطالبًا المجتمع الدولي بالتصدي لهذه الإجراءات التي تهدد حرية الملاحة والتجارة الدولية وتزعزع الاستقرار الإقليمي والدولي.
وفي السياق الفلسطيني، جدد المجلس رفضه القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو تغيير التركيبة الديموغرافية في الأراضي الفلسطينية، معتبرًا ذلك جريمة جسيمة وانتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وأكد رفض استخدام الأراضي الصومالية كمنصة لتنفيذ مخططات عدوانية أو استخباراتية تستهدف دولًا أخرى.
تعاون وثيق مع حكومة الصومال
كما أعلن المجلس عزمه التعاون الوثيق مع حكومة الصومال، بصفتها عضوًا غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2025–2026، لحشد الدعم الدولي واستصدار قرارات أممية تؤكد وحدة وسيادة الصومال، وتعتبر الاعتراف الإسرائيلي لاغيًا وباطلًا ومهددًا للسلم والأمن الدوليين.
وطلب من مجالس السفراء العرب في العواصم والمنظمات الدولية الكبرى التحرك لشرح خطورة هذه الخطوة وتداعياتها.
وختم المجلس بدعوة الأمانة العامة، بالتنسيق مع الصومال والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والدول العربية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، لوضع خطة عمل عربية–أفريقية مشتركة تمنع أي تغيير في الوضع الأمني والجيوسياسي القائم، وتحصّن المنطقة من بؤر توتر جديدة.
اقرأ أيضا
