وفوجئ أهل الأسير محمد زايد عندما داهمت بيتهم صباح اليوم دوريتا شرطة تضم طاقما كبيرا من كبار رجالات المخابرات والقيادة الرسمية للشرطة ، حيث طلبوا من ابن الأسير ( أيمن ) هدم الخيمة فورا وإلا فسوف يتم اعتقاله ، فلما رفض ذلك تم اقتياده إلى محطة الشرطة ، وهناك قالوا له بأن أوامر من " جهات عليا " قررت منع أي مظهر من مظاهر الاحتفال بتحرير والده ، ثم أعطوه أمرا بهدم الخيمة حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا .
ثم انتقلت الدوريات إلى بيت آل برغال ودار فيها نفس السياق السابق، غير أن أخا الأسير مخلص " مؤيد " ( وهو طبيب في علم النفس جاء من ألمانيا خصيصا لاستقبال أخيه ) أبلغ قائد محطة شرطة اللد بكل حزم وإصرار رفضه الاستجابة لطلب الشرطة ومعبرا عن استيائه من أمر الهدم المنافي لكل الأعراف والقوانين وليس فيه ذرة واحدة من إنسانية .
وعلى الفور تجمع في الخيمتين قيادات الجماهير العربية في البلدة وشدوا من ازر العائلتين وطالبوهما بالصمود والصبر ورفض أوامر الهدم مهما كلف الأمر ، وقد تعهدت قيادة الجماهير العربية في المدينة بالوقوف إلى جانب العائلتين وتحدي أمر الشرطة إلى أبعد الحدود .
وقد رأت الشرطة إصرار العائلتين ومؤازرة القيادة الجماهيرية على رفض الأوامر ، فما كان من قائد الشرطة إلا أن يستدعي الجميع لجلسة " تفاهم " في محطة الشرطة .
وحضر الجلسة كل من الشيخ يوسف الباز رئيس اللجنة الشعبية ورئيس الحركة الإسلامية في اللد ، والمحامي زياد أبو غانم عضو مؤسسة الميزان في الحركة الإسلامية والسيد محمد أبو شريقي عضو اللجنة الشعبية والسيد الدكتور مؤيد برغال وأحد أفراد عائلة زايد وجمعان شعبان .
واستغرب الجميع " نزول الشرطة عن الشجرة " بسرعة البرق الخاطف حيث كان في الاجتماع كل قيادة الشرطة والمخابرات في المنطقة والذين أخذوا يتوسلون القيادة والعائلات عدم استفزاز مشاعر الجمهور اليهودي ، واعدين بعدم التعرض للخيام وحراستها من المتطرفين اليهود إذا كان هناك محاولات اعتداء تظهر في الأفق ، وتم إبلاغ الحاضرين بسحب أوامر هدم الخيمتين كليا .
وطلب قائد شرطة اللد من الشيخ يوسف الباز تقديم طلب خاص للترخيص إذا كانت هناك نية لإقامة احتفال عام في مكان عام ، إلا أن الشيخ رفض بكل حزم مثل هذا الطلب حيث قال في الجلسة : " إن احتفال الجماهير العربية بخروج الأسيرين بعد مدة 28 سنة هو حق طبيعي ، ونرفض رفضا قاطعا أن نضعه على طاولة أصحاب القرار ليمنوا علينا به ، ونحن إذا قررنا الاحتفال فلن نستأذن من أحد " .



















































