اقام مركز أبحاث اللغة، المجتمع والثقافة العربية، في الكلية الأكاديمية بيت بيرل، بالتعاون مع جمعية بلدنا،نهاية الاسبوع، ندوة تناقش تداعيات يوم الأرض على واقع الفلسطينيين في إسرائيل، بحضور أساتذة وطلاب المعهد الأكاديمي وضيوف اخرين .
هذا وتم عرض مقطع من فيلم "أصحاب البلاد" من إنتاج قناة الجزيرة الإخبارية خلال الندوة، والذي يتناول أحداث يوم الأرض عام 1976 وأبعادها الاجتماعية والسياسية.
تخللت الندوة مداخله د. عادل مناع رئيس المعهد الأكاديمي العربي للتربية ورئيس مركز الأبحاث، أشار من خلالها إلى أن يوم الأرض كان حدثا غير عاديا ، ويعتبر الحادث الوحيد في تاريخ الفلسطينيين في اسرائيل ، الذي حفر في الذاكرة الوطنية الفلسطينية الجماعية وفي ذاكرة العرب بشكل عام، حينما أضيف للأجندة السياسية التاريخية، وصار من الأيام التي يتم إحياؤها كل عام.
واضاف د. مناع: " جاء يوم الأرض بعد عشر سنوات من انتهاء الحكم العسكري، إلا أن تأثيره السلبي كان لا يزال قائما: لكن ذلك لم يمنع المواطنين العرب من رفض سياسة الحكومة في الاستيلاء على أراضيهم في الجليل وتنظيم اضراب عام لأول مرة في تاريخهم".
تلته مداخله للاستاذ خالد عنبتاوي، مركز مشاريع شبابية في جمعية "بلدنا"، تطرق من خلالها الى الأثر الذي تركه يوم الأرض على الوعي الهويتي لدى العرب في الداخل موضحا أن أهم الدروس من تلك الحقبة (حقبة الأباء) هو أهمية التنظيم وبناء المؤسسات على الوعي والسلوك السياسي، مؤكدا ان هذا الوعي لم يتم صقله اعتباطيا، فقد شهدت تلك الحقبة بناء العديد من المؤسسات كاتحاد الطلاب الثانويين، لجنة الدفاع عن الأراضي وغيرها. كما اوضح تأثير الأحداث على ازدياد الوعي الفلسطيني الذي أظهرته نسبة التصويت المتدنية للأحزاب الصهيونية، وبروز تنظيمات وأحزاب سياسية وطنية سنوات بعد الأحداث.
واختتم عنبتاوي المداخلة بالحديث عن واقع الشباب الفلسطيني اليوم في حقبة ما بعد الانتفاضة الثانية، حيث يقع الصراع على الوعي في مركزها وخاصة بعد سلب الغالبية العظمى من الأراضي الفلسطينية، مستعرضا تحديات هذا الصراع وما تشهده هذه الحقبة من حراك شبابي.
تجدر الاشاره إلى أنه حتى عام 1948، استطاعت المؤسسات الصهيونية امتلاك 7% من أراضي فلسطين فقط، وبعد النكبة، قامت الدولة بمصادرة أراضي اللاجئين الفلسطينيين خارج اسرائيل وداخلها (الغائبون الحاضرون) وبناء المستوطنات اليهودية مكانها. إضافة إلى أنه ومنذ النكبة وحتى اليوم لم تبنى أي قرية أو مدينة عربية واحدة داخل إسرائيل بينما تم بناء أكثر من 860 بلدة يهودية، الأمر الذي يعمق قضية الأرض في الصراع الصهيوني- الفلسطيني.