انسحبت مؤسسة مريم من موكب الميلاد التقليدي في مدينة الناصرة، عقب دخول استعراض للشرطة بشكل مفاجئ إلى مسار المسيرة، الأمر الذي دفع المؤسسة إلى تعليق مشاركتها والانسحاب فورا، رفضا للسير خلف موكب للشرطة داخل الحدث الميلادي.
وقال مدير مؤسسة مريم، محمد حامد، إن المؤسسة فوجئت خلال المسيرة بدخول قوة شرطية استعراضية تضم سيارات ودراجات نارية إلى قلب الموكب، رغم أن البروتوكول المتفق عليه مسبقا لم يتضمن مشاركة للشرطة ضمن ترتيب المسيرة. وأضاف أن الاستعراض تم أمام موكب المؤسسة مباشرة، ما وضعها في موقع يوحي وكأنها تسير خلف الشرطة أو تكرمها.
وأوضح حامد أن مؤسسة مريم، التي تمثل مجتمع مرضى السرطان الفلسطيني، تشارك في موكب الميلاد منذ نحو عشر سنوات، وكانت دائما شريكا في الفعاليات الميلادية في المدينة، مؤكدا أن قرار الانسحاب لم يكن موجها ضد منظمي الموكب، بل جاء تعبيرا عن موقف مبدئي وأخلاقي. وقال: "الشرطة التي لا تحمي أبناء شعبنا، ولا تقوم بواجبها في مواجهة العنف والجريمة، بل تمارس القمع والانتهاكات، لا يمكن أن تكون جزءا من موكب الميلاد أو أن نسير خلفها".
وأشار إلى أن دخول الشرطة بهذا الشكل أدى إلى إرباك المسيرة وخلق فراغ في مسارها، ما تسبب بحالة من التوتر والمناوشات في المكان، قبل أن تصر المؤسسة على فتح الحواجز الجانبية والانسحاب الفوري. وأضاف أن الجمهور المتواجد تفاعل مع قرار الانسحاب، مؤكدا أن المؤسسة لم تسع إلى إثارة ضجة إعلامية، بل تصرفت انطلاقا من قناعاتها.
وأكد حامد أن مؤسسة مريم طالبت بتوضيح رسمي حول كيفية دخول الشرطة إلى المسيرة دون إبلاغ مسبق، متسائلا عن وجود تنسيق مسبق لم يتم الإعلان عنه. وقال إن المؤسسة تنتظر توضيحات من منظمي المسيرة، مشددا على أهمية احترام رمزية عيد الميلاد، الذي يقوم على قيم التسامح والإنسانية والوقوف إلى جانب الإنسان المظلوم، بعيدا عن أي مظاهر استعراض أمني داخل موكب يشارك فيه أطفال وعائلات.
