شرعت مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث" وبدعم من جمعية "ميراثنا" التركية في مشروع ترميم مئذنة مسجد المجادلة التاريخية في مدينة عكا . وتتمحور أعمال المشروع بتفكيك كامل حجارة المئذنة التي يبلغ ارتفاعها نحو 35 مترا ، وإعادة بنائها وترميمها من جديد ، خاصة بعد ظهور تصدعات كبيرة فيها من الداخل والخارج والذي نتج عن تشققات كبيرة على طول العامود المركزي .
وقالت المؤسسة إنها استدعت أخصائيا في الترميم المملوكي والعثماني وخلص إلى أن وضع المئذنة الهندسي خطر جدا نتيجة وجود الكثير من التشققات والتصدعات الداخلية والخارجية الكبيرة والصغيرة خاصة التصدعات الكبيرة جدا في العامود المركزي الذي يتوسط المئذنة والذي يتحمل معظم الوظائف الهندسية مما يشكل خطرا على حياة المارة .
وخلال المشروع تم تفكيك صنوبرة المئذنة مع الحفاظ على الهيكل القائم لاستعماله كقالب جاهز للصنوبرة الجديدة ، كما تم البدء بتفكيك الحجارة وتصنيفها حسب مجموعات وأرقام ، حيث بلغ عدد أطواق المئذنة 100 طوق وإجمالي حجارتها 2000 حجر وهذه طريقة لم يسبق وتم العمل بها في ترميم مساجد فلسطين وذلك بهدف الحفاظ عليها واستعمال الصالح منها في عملية إعادة البناء .
ويعاني مسجد المجادلة القائم منذ العهد العثماني من إهمال مستمر ، حيث لم تتم صيانة مئذنته منذ عام 1910 ، الأمر الذي دفع بمؤسسة الأقصى بتبني عملية الترميم والصيانة وبدعم من جمعية " ميراثنا" التركية لحماية التراث العثماني بتكلفة تقدّر بنحو مليون شيكل .
ومن جهته قال المهندس أمير خطيب مدير مؤسسة الأقصى " نشهد في هذه الأثناء حدثا تاريخيا وهو إعادة بناء مئذنة عثمانية قديمة في عملية هي غاية في التعقيد ، فبعد ان تم معاينة المئذنة والخروج بنتيجة حتمية بان وضعها الهندسي خطر للغاية ومن الممكن لا قدر الله ان تتساقط حجارتها نتيجة التصدعات الخطيرة في العامود المركزي وجدران المئذنة ، همّت جمعية ميراثنا التركية لحماية التراث العثماني في بيت المقدس مشكورة إلى دعم عملية الترميم النوعية والتي لم تشهدها بلادنا من قبل وذلك للحفاظ على الطابع الإسلامي لمدينة عكا العريقة " .
وجدير بالذكر ان المسجد بني عام 1810م في عهد سليمان باشا العادل (والي صيدا ما بين الأعوام 1804-1819) ويمتاز بمذنته العالية .