عاشت يوم أمس قرية ميعار المهجّرة، أمسية فلسطينية أعادت لها الحياة وأعلنت عن عزم وأصرار أهلها للعودة إلى أحضانها المشتاقة لأطفالها، نسائها، شيوخها ورجالها. وعند ساعات حلول المغرب، وقبيل موعد الإفطار بقليل، وصل ألى القرية المئات من أهلها ومن المشاركين من أبناء الوطن العازمين على العودة لكافة قرانا المهجرة، ومع حلول موعد الآذان ارتفع صوت الفنان سعيد طربيه، ودغدغ قلوب ومشاعرالحاضرين بحنين وفرحة العودة، حيث أرتفع صوت الآذان عاليا في سماء ميعار ليعلن للعالم أجمع أنه لا خوف بعد اليوم وأن العودة باتت محتمة.
أستمرت وفود المشاركين الذين وصلوا ليشاركوا فرحة العودة إلى ميعار من شتى أنحاء البلاد طوال المساء، والذي تخلله أمسية فنيّة مميّزة، بمشاركة مجموعة من الفنانين ابناء الوطن الذين اتوا ليساندوا وليفرحوا مع فرحة العودة الى ميعار.
دعت وبادرت لخيمة العودة الى ميعار مجموعة من الناشطات والناشطين الذين يعملون منذ مطلع العام الحالي من اجل تفعيل حراك مدني ووطني، يساند ويرفع صوت المهجرين، اللاجئين والاسرى، واهلنا في مناطق الضفة الغربية، الذين يعانون من سياسات الفصل العنصري ومخططات التهجير.
تفتتح الأمسية الفنية الناشط علي دبوري بكلمة تؤكد على عزم المجموعة المبادرة لخيمة العودة، على تطبيق العودة الفعلية إلى قرانا المهجرة، وعلى استمرار نضال المجموعة من أجل الحشد والتعبئة لمشاركة المجتمع المدني في التصدي لمخططات التهجير والتهويد في النقب وباقي المناطق الاخرى التي تعاني من مخططات التهجير والنكبة المستمرة.
وتحدث غازي شحادة ابن قرية ميعار الذي قدّم كلمة ترحيبية للمشاركين، وعبر عن إصراره على العودة إلى قريته مع كل أبناء ميعار. وشاركت الناشطة حلوة حجازي، بكلمة ترحيبية عن المجموعة المبادرة لخيمة العودة، متطرّقة الى أهداف المجموعة التي ما زالت تحشد وتعبئ من اجل تفعيل حراك مدني ووطني.
تلتها الناشطة في المجموعة ابتسام سليميان من رام الله التي اكدت بكلمتها على وحدة العمل والمصير ضد نظام الفصل العنصري. وأكدت الناشطة في لجنة المهجرين مقبولة نصار بكلمة أكددت بها على أهمية وحتمية عودة المهجرين ألى قراهم وأعادة الحياة اليها .
وشارك الناشط جهاد ابو ريا الذي بادر الى نشاط المجموعة منذ مطلع العام الحالي، وأكد على اهمية الرسالة التي يمكن لنا أن نستقيها، من خيمة العودة الى ميعار، معتبرا أن المشاركة الفعالة والمتزايدة لمجتمعنا المدني بكامل اطيافه تدل باننا لن نسامح ولن نتنازل عن حقنا بقرانا، وما هي الا رسالة امام عيون وعلى مسامع المجتمع الاسرائيلي، والشرطة الاسرائيليه التي عملت على ان تكون واقفة قبالة الخيمة الرمضانية، لتذكرنا بوجودها، ظانة أنها ترهبنا بذلك.
وشارك الفنان والممثل وسيم خير بمقطع مونولوج من مسرحية "في ظل الشهيد"، ليؤكد من خلال مشاركته على دور الفنان في مساندة مجتمعه من اجل النهوض بحراك مدني ووطني يعنى بقضايانا الوطنية.
وبعدها قدّمت الفنانة امل مرقص ورافقها الفنان نسيم دكور على العود باقة من الأغاني الوطنية والتراثية الجميلة، فيما عاد الفنان سعيد طربيه بصوته الاصيل حيث غنى ورفع صوته في سماء ميعار باغاني الطرب التي تستحضر الماضي الجميل وتعيد فرحة الحياة الجديدة بالدبكة الشعبية.
وشارك الفنان طربيه كل من عازف العود محمد دسوقي ورافق مجموعة من الفتيات والفتيان، ابناء وبنات ميعار، الذين غنوا وعزفوا الحان النشيد الوطني الفلسطيني "موطني". كما وقدّم مغني الراب ساهر عوض مجموعة اغاني الراب الملتزمة أكد فيها أنّ عودة اللاجئين حتمية طالما ان الجيل الشاب لم ولن ينسَ حقه .
امتازت خيمة العودة الى ميعار بمشاركة فعالة للاطفال الذين يمثلون الجيل الجديد المصر على عودته و وكانت معنا الطفلة آية نصرة والطفل براء غنامه بقرآت شعرية.