ما زالت قضية الخنازير البرية المنتشرة في مدينة ام الفحم تقلق مضاجع عدد كبير من السكان، وخاصة بعد حادث الاعتداء على الفتى عبوده بدير محاجنة الذي يبلغ من العمر (16 عاما) على يد ثلاثة خنازير في اول ايام عيد الفطر السعيد.
هذا ولقد اكد الفتى الذي تعرض للاعتداء، وروى لنا الحادثة التي وقعت معه، حيث قال:" عندما كنت متوجها يوم الخميس الماضي في ساعات الصباح المبكرة الى المسجد لأداء صلاة العيد، تفاجئت بثلاثة خنازير حاولوا قطع طريقي، وعلى الفور حاولت الهرب من المكان، الى ان الخنازير لحقت بي، وقامت بجري والاعتداء علي بصورة مؤلمة جدا، لدرجة انني لم اتحمل الاوجاع".
وتابع وهو يقول:" عندما وجدت نفسي ان الخطر يداهمني، بدأت اصرخ وانادي طالبا المساعدة، وفي تلك اللحظات مر من مكان الحادث اصدقاء لي الذين اقتربوا من المكان ولم يكن امامهم سوى ان قاموا بألقاء الحجارة باتجاه الخنازير كي تبتعد عني، ومن ثم هربوا ليختبئوا داخل احد البيوت بعد ان لحقت بهم الخنازير، وفقط بهذه الطريقة نجحت في الابتعاد من المكان".
وامضى الفتى وهو يقول:" حادثة الاعتداء استغرقت تقريبا مدة ثلاثة دقائق، حيث شعرت انني بين الحياة والموت، ولم اصدق انني خرجت من تلك الحادثة حيا، لكن الحمد لله انني نجوت من تلك الحادثة الخطيرة".
وعن شعوره بعد الحادثة قال:" في الحقيقة ما زلت اتذكر الحادثة والخطر الذي كان يحيط بي، واليوم لا يمكنني ان اتجول مشيا على الاقدام في نفس الحي، لأنني اخشى ان تهجم علي الخنازير مرة اخرى".
والد الفتى قال:" هذا الحادث خطير جدا، ويجب العمل على ايجاد حل جذري لقضية الخنازير البرية التي نعاني منها منذ فترة طويلة، لا سيما اننا توجها الى بلدية ام الفحم كي تعالج قضية النفايات التي يتم القائها في اطراف الحي، والتي تسبب الى انتشار روائح كريهة وجلب الخنازير اليها، لكننا لم نرى حتى اليوم أي تجاوب".
احد اقرباء الفتى المصاب قال:" لا يمكن السكوت عن مثل هذه الحوادث، فنحن ندرس وبشكل جدي بان نرفع دعوى قضائية ضد الجهات المسؤولة عن انتشار الخنازير البرية، كي نوفر الامن لسكان البلدة، وخاصة البيوت القريبة من الاحراش".
هذا وصرح رئيس بلدية ام الفحم الشيخ خالد حمدان قائلا:" ظاهرة انتشار الخنازير هي جديدة نوعا ما، وهي مقلقة للغاية، وخاصة ان ام الفحم يوجد من حولها الكثير من الاحراش، وقد وضعنا هذه القضية قيد المعالجة، اذ نفكر بان نشغل صيادين قانونيين ومهنيين لاصطياد الخنازير البرية، كي نتجنب اخطارها".
وصرح ايضا:" للأسف الشديد هنالك اشخاص يقومون بألقاء نفاياتهم في الاحياء القريبة من الاحراش، وهذه النفايات هي التي تسبب الى حضور الخنازير، وقد قمنا وما زلنا نقوم بتنظيف تلك الاحياء من النفايات، الى ان هنالك من يواصل بألقاء النفايات في نفس الاماكن".