حالة من الحزن الشديد بلدة دبورية، بعد نبأ مقتل 5 اشخاص بجريمة تقشعر لها الابدان في دبورية، راح ضحيتها كل من زهيرة ججيني 37 عاماً وابنتيها مادلين ولمى نجار، عبد السلام عزايزة وهو موظف في بيت المسنين، بشير نجار 48 عاماً المشتبه بتنفيذ جريمة القتل. حيث قام باطلاق النار صوب طليقته التي تعمل في بيت المسنين ما ادى الى مصرعها هي وابنتها الطفلة، ثم قام الرجل باطلاق النار صوب ابنتيه وهما متوجهتان الى المدرسة ما ادى الى وفاة احداهما، ومن ثم غادر الى حي الزيتون الى منزل الموظف عبد السلام عزايزة وقام باطلاق النار عليه ومن ثم فر هارباً من حي الزيتون الى شارع ترابي موصل بين دبورية واكسال وهنالك قام باطلاق النار على نفسه ووضع حد لحياته..
اذاعة الشمس تواكب الجريمة: استمعوا الى المقابلات التي اجرتها مع قائد شرطة العفولة، المضمد توفيق بصول ومحمد مصالحة حول الموضوع:
السمري للشمس: الاشتباه بقيام الرجل باطلاق النار على طليقته ثم بناته ثم الانتحار
وفي حديث لاذاعة الشمس مع لوبا سمري الناطقة بلسان الشرطة للاعلام العربي قالت: " على ما يبدو قام رجل من سكان دبورية وحسب الشبهات باطلاق النار تجاه طليقته البالغة من العمر 37 عاماً والتي تعمل في بيت المسنين، ما ادى الى وفاتها متأثرة بجراحه واصابة موظف يعمل هناك وطفلتها بجراح بالغة".
واضافت سمري: "وقام الرجل حسب الشبهات بالتوجه الى الشارع قرب بناية المجلس المحلي وقام باطلاق النار تجاه ابنتيه 15 – 16 عاماً وهما بطريقهما الى المدرسة ما ادى الى اصابتهما بجراح خطيرة وتوفيت احداهما متأثرة بجراحها". وتابعت السمري: "وقام الرجل المشتبه بمغادرة المنطقة الى حي الزيتون مخرج دبورية اكسال وهنالك اعترضه مواطنين فقام الرجل باطلاق النار على نفسه ما ادى الى وفاته متاثراً بجراحه".
ويدور الحديث حتى الان عن 5 قتلى وهم اب وطليقته وابنتيه وعامل في بيت المسن، واصابة الابنة 15 عاماً بجراح خطيرة.
وفي حديث لقائد شرطة العفولة قال: "تم في العام 2008 تقديم شكوى ضد الرجل بشبهات العنف داخل العائلة، وتم التحقيق معه. واشار ان المسدس الذي استخدمه في الجريمة مسروق منذ العام 2009 وهو غير مرخص، وتحقق الشرطة في الموضوع".
وعلمت اذاعة الشمس من محمد مصالحة في اعقاب الجلسة التي عقدها المجلس المحلي انه تم تشكيل لجنة شعبية لمتابعة جريمة القتل، وادخال طواقم من المختصين النفسيين الى المدارس للتخفيف من هول الجريمة. واضاف انه تم اعلان الحداد والاضراب العام في البلدة، وسوف تتم جنازة واحدة مشرفة للقتلى.
أصدرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، بيانا مشتركا حول جريمة القتل الجماعية والبشعة التي شهدتها بلدة دبورية اليوم، والتي راح ضحيتها خمسة أبرياء على يد شريف نجار، الذي وضع حدًّا لحياته بعد ارتكابه لجرائمه.
وجاء في البيان ما يلي: "أقدم أحد سكان قرية دبورية على ارتكاب جريمة نكراء راح ضحيتها طفلتان في عمر الورد وأمهما، وأحد العاملين في بيت المسن في دبورية، فيما ما زالت فتاة أخرى تعرضت لإطلاق النار في حالة حرجة".
تفاقم حالة مجتمعية
وأضاف البيان: "وتجيئ هذه المجزرة البشعة التي ارتكبت بحق أبرياء دون أي سبب اقترفوه، لتنضم إلى سلسلة من أعمال العنف التي كان ما قبلها حادثة قتل بشعة أخرى في قرية كفر قرع، حيث تم إطلاق النار على امرأة وأولادها من والدهم".
وتابع البيان: "إن أعمال العنف هذه تنضم إلى سلسلة من أعمال العنف، هي نتاج تفاقم حالة مجتمعية تتعرض لأبشع عمليات الاختراق الوطني والثقافي، وفي ذات السياق فإننا نؤكد أن كم السلاح الهائل المنتشر في أوساط مجتمعنا يشكل سببا أساسيا في ارتكاب مثل هذه الجرائم، والتي تتحمل مسؤوليته بشكل مباشر الشرطة والسلطات المختصة، وكذلك اللا مبالاة التي يبديها مجتمعنا تجاه هذه الظاهرة الخطيرة".
استئصال الجريمة ومحاصرتها
وأردف البيان: "إننا وإذ نعبر عن استنكارنا الشديد لهذه الجريمة البشعة وغيرها من الجرائم، ونشارك أهالي الضحايا تعازينا الخالصة، فإننا ندعو إلى التحلي بضبط النفس الذي وعلى كل ما تحمل هذه المأساة من ألم وأسى وحزن، نعتقد أنه لا بد من مواجهة مثل هذه الظواهر واستئصالها كليا، أو محاصرتها، حتى نتمكن من مواجهة التحديات الحقيقية والوجودية على مختلف المستويات."
واختتم البيان بالقول: "وفي هذا الإطار، فإننا ندعو قيادات الجماهير العربية، من أعضاء كنيست ورؤساء وقيادات أحزاب، ورؤساء السلطات المحلية العربية، يوم غد الاثنين، 02.09.2013، حيث يكون الملتقى عند الساعة الثانية بعد الظهر في مدخل قرية دبورية، للمشاركة في وفد جماعي وحدوي لتقديم التعازي لأهالي الضحايا" إلى هنا نص البيان.
وتبين خلال التحقيقات الأولية حول ملابسات وقوع هذه الحادثة، تبين أن رجل في الخمسينات من عمره، قام بإطلاق عيارات نارية على عدد من النساء والفتيات، ثم إنتحر -على ما يبدو- حيث قام في البداية بالدخول الى منزل بالقرب من "بيت المسنين" حيث أطلق النار على إبنته البالغة من العمر 8 سنوات والتي أصيبت بجراح خطيرة وعلى زوجته الأولى، في سنوات الثلاثينات والتي أصيب هي أيضا بجراح خطيرة" كما جاء في البيان.
وأضاف: "وبعد ذلك أكمل المشتبه طريقه الى ميدان الجريمة الثاني المتواجد بالقرب من المجلس المحلي في البلدة، حيث أطلق عيارات نارية على إبنتيه (12 عاماً) و (15 عاماً) وعلى إمرأة أخرى، حيث وصفت جراحهم بالخطيرة" كما جاء في البيان. وأردف الناطق بلسان الشرطة قائلا: "أكمل المشتبه طريقه بعد ذلك حتى وصل الى حي الزيتون، وبالمخرج من بلدة دبورية بإتجاه إكسال قام بإطلاق عيارات نارية على نفسه" الى هنا نص البيان.
يعم منذ ساعات الصباح الاضراب الشامل على بلدة دبورية والحداد احتجاجاً على الجرائم التي نفذها بشير نجار صباح امس.
ويشمل الاضراب كافة المرافق في البلدة ومن بينها المدارس ايضاً وعلم ان المعلمين لوحدهم سيكونون داخل المدارس.
وتتواجد في البلدة قوات كبيرة من الشرطة منذ امس للحفاظ على الامن وتحسبا لأي عملية انتقام علمًا ان عائلة القاتل كانت قد اصدرت بيانا اعلنت من خلاله استنكاره للعملية وبراءتها من ابنها القاتل.
وتجري اليوم مراسيم تشييع الضحايا: زهيرة ججيني37 عاماً (الطليقة) وابنتها لما التي تبلع من العمر اربع سنوات ومادلين نجار البالغة من العمر 16عاما وهي ابنتة السفاح من طليقته الاولى وعبد السلام عزايزة البالغ من العمر 55 عاما الذي كان قد عمل موظفا في دار المسنين.
يشار الى ان ابنة القاتل الثالثة التي اصيبت برصاصة في رأسها لا زالت تخضع للعلاج في مستشفى رمبام بعد اجراء عملية جراحية لها تم خلالها استخراج الرصاصة الا ان الاطباء اعلنوا مساء امس ان حالتها لا زالت خطيرة.
لماذا يتفاقم العنف بمجتمعنا؟
تزايداً ملحوظاً في اعمال العنف , يشهده الشارع العربي في البلاد من شماله الى جنوبه , تودي بأرواح مواطنين كثر وتصيب آخرين منهم أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل فيما هو حاصل.
هذه الظاهرة آخذة في الازدياد مع الوقت , فما نشاهده الآن زاد في معدلاته عن السنوات السابقة , وأودى بحياة كثيرين.
العنف في المجتمع العربي يحصل عادةً لأسباب، كما بينت الأبحاث الميدانية الأخيرة، مثل:
- خلاف على الأحقية في الشارع أثناء السياقة.
- خلاف بين اولاد الجيران خلال اللعب.
- خلاف بين الجيران على حدود الأرض .
- إطلاق النار والمفرقعات وصفارات السيارات أو صوت المذياع أو حركات السيارات.
- معاكسات الخ.
لكن هناك حالات تؤدي لإستخدام العنف بين الناس مردها أسباب أكبر مما ذكرنا آنفاً قد تكون على خلفية خلاف بين تجار سموم ومخدرات تحرق الأخضر واليابس وتحصل على أثرها تصفيات متبادلة قد تطول لسنين , وأيضاً خلافات في أماكن العمل وعليها وهو ما يصفه الناس " قطع الرزق" , والتجارة بالسلاح أيضاً ناهيك عن ظاهرة الشرف التي استشرت في مجتمعنا الجانح للفساد الواضح في قراه ومدنه لتأثيرات خارجية في أولها التأثر سلبياً بالمجتمع العلماني الاسرائيلي والمجتمعات العربية والاسلامية التي تكثر زيارتها هذه الأيام من المواطنين العرب مثل : مصر والاردن وتركيا ودول المغرب العربي التي فيها التبرج واوكار الفساد منتشرة.
لكن الأمر يبدو أنه أصبح مرضاً مزمناً في مجتمعنا وعادة معروفة نتائجها اخيراً , فهناك من يقدم على إطلاق النار والضرر بالآخرين وإزعاجهم وخلق وافتعال مشاكل الجميع في غنى عنها , وهو يعرف تماماً أن اهل الخير والصلح سيتدخلون ويحلون ما عقده هو واختلقه وفي أغلب الحالات سيتم حل الإشكال اياه حسب العوائد العربية ولن توصله للسجن والاعتقال , وحتى ان دخل السجن فسيكون أحد شروط الحل إطلاق سراح الفاعل /أو الجاني , وعليه يتمادى هؤلاء في اعمالهم.
ان وثائق الشرف والاعلانات الجماعية وما الى ذلك لن تثني هذه الشريحة والتي هي انا وانت وهم ما دامت التربية مفقودة في المنزل أولاً , وما دام أولياء الامور غارقين الى أذانهم في البحث عن المال والركض وراء ملذات الدنيا وحطامها والمنافسة والبقاء بعيداً عن البيت ومراقبة الأولاد , الذين يجدون الف الف وسيلة لإغرائهم وإسقاطهم وشدهم نحو مالا تحمد عقباه وبالتالي الانحراف.
اننا مطالبون بتحصين أنفسنا وبيوتنا ومراقبة أبنائنا وبناتنا والسهر على تربيتهم والضرب على أيديهم من حديد منعاً من الانجرار والغرور بما هو في المجتمع الفاسد أصلاً من مغريات ومفاسد قد توصلهم اتبعوها للسجون أو القبور أو للشوارع فهلا عقدنا النية وشمّرنا للتربية!!