تقول صحيفة هآرتس ان اسرائيل قدمت إحتجاجاً رسميا شديد اللهجة للولايات المتحدة، ضد ما اعتبرته خرقا من قبل مسؤولين فلسطينيين، سربوا معلومات عن مجرى المفاوضات بين الجنبين الاسرائيلي الفلسطيني.
وجاء صحيفة "هآرتس" في عددها امس الأحد ان المبعوث الاسرائيلي الخاص يتسحاق مولخو، اتصل بنظيره الاميركي مارتن انديك، واكد امامه قيام مسؤولين فلسطينيين بعملية التسريب، الامر الذي اعتبره مولخو خرقاً لجميع الاتفاقات التي توصل اليها الطرفان مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري، بهذا الخصوص.
ووفقا للصحيفة فإن الاطراف كانت تعهدت امام كيري، حين اتفقت في تموز الماضي بواشنطن على استئناف المفاوضات، بالامتناع عن تسريب اي اخبار اثناء المفاوضات، وعدم اعطاء اي معلومة عن مواعيد عقد هذه المفاوضات اواللقاءات بين الطرفين، وان الجانب الاميركي هو الجهة الوحيدة المخولة بإعطاء التفاصيل عن هذه المفاوضات، كما قالت الصحيفة.
وتابعت هآرتس ان التسريبات الفلسطينية التي ادلى بها مسؤولون فلسطينيون لعدة وسائل اعلام ودفعت اسرائيل للاحتجاج، هي تصريحات امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه،الذي قال أنه "لغاية الآن لم يحصل اي تقدّم في المفاوضات، وأنه بدون ضغط اميركي على اسرائيل لن يكون هناك تقدم في المفاوضات" كما وان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث، قال في تصريح آخر: " ان اسرائيل وعلى مدار شهر ونصف من المفاوضات، تقوم فقط بطرح المواضيع التي ترغب هي بطرحها".
تناولت هآرتس تصريحا آخر لاحد المسؤولين الفلسطينيين تم تسريبه للاعلام وقال فيه بأن "اسرائيل عرضت على الفلسطينيين إقامة دولة مؤقته على مساحة 60% من الضفة الغربية، ورفض الفلسطينيون هذا الاقتراح"، في حين ادلى مسؤول فلسطيني آخر بتصريح تم تسريبه للصحافة وقال فيه ان " اسرائىل عرضت خلال المفاوضات 17 نقطة تتضمن مطالبها في المجال الامني".
كيري يجتمع مع الرئيس عباس ويؤكد ان الجانبين "مصممان" على مواصلة المفاوضات
من ناحية أخرى اجتمع الرئيس محمود عباس، مساء امس الأحد، في مقر إقامته بالعاصمة البريطانية لندن، مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وجرى خلال الاجتماع بحث عملية السلام، واستكمال المفاوضات الجارية، والأوضاع في المنطقة.
ووصل كيري الى لندن عصرا بعد توقف في باريس السبت والاحد هيمنت عليه الازمة في سوريا والمشروع الاميركي الفرنسي لتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري. وبحث كيري ايضا في العاصمة الفرنسية عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين خلال لقائه نظرائه السعودي والقطري والمصري كممثلين للجامعة العربية.
واعلن كيري في مؤتمر صحفي ان الاسرائيليين والفلسطينيين "مصممون" على مواصلة مفاوضات السلام المباشرة التي بدأت في منتصف تموز. وقال "رغم القرارات الصعبة التي يجب ان تتخذ ورغم الضغوط الحالية على الجانبين .. الا ان الفلسطينيين والاسرائيليين ما زالوا ثابتين على التزامهم بمواصلة المحادثات". وهنأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس عباس، على "الجدية" التي اظهراها "عبر الدخول في هذه المفاوضات" و"عبر قبولهما معا بمجازفات سياسية شخصية".
وقال كيري انه يعتزم لقاء نتنياهو "قريبا" لمناقشة جهود السلام. وفي ما يتعلق بالمحادثات مع مسؤولي الجامعة العربية، قال كيري "لقد اتفقنا جميعا على ان التوصل الى اتفاق الوضع النهائي مهم لتعزيز الامن والاستقرار الاقليمي في جميع انحاء الشرق الاوسط".
لكن وزير الخارجية القطري خالد العطية انتقد استمرار الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، معتبرا انه يضر بجهود السلام. وقال العطية "ما لاحظناه انه في كل مرة تبدأ جولة تفاوضية فان اعلان بناء مساكن (في المستوطنات) يسبقها"، معتبرا ان هذا الامر "يؤثر مباشرة في المفاوضات".
وفي حين يتسق تصريح وزير الخارجية القطري خالد العطية مع مواقف عربية ثابتة فإنه ليس ما يطمح اليه كيري في الوقت الذي يسعى فيه لإعطاء دفعة للمحادثات التي استؤنفت في 29 تموز.