كيري يؤكد اعتبار واشنطن الاستيطان "غير شرعي" ويحث إسرائيل على تقييد البناء الاستيطاني لدفع عملية السلام ويؤكد: الفلسطينيون لم يوافقوا في اي وقت من الاوقات وباي شكل من الاشكال على قبول الاستيطان
اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري رفض الولايات المتحدة للبناء الاستيطاني واصفا الاستيطان بانه "غير شرعي".
وقال كيري بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم في الضفة الغربية "نعتبر الاستيطان ولطالما اعتبرنا الاستيطان غير شرعي".واضاف الوزير الاميركي "في ما يتعلق بالعودة الى المحادثات، اود ان يكون من الواضح للغاية ان الفلسطينيين لم يوافقوا في اي وقت من الاوقات وباي شكل من الاشكال على قبول الاستيطان".واضاف: "هذا لا يعني انهم لم يكونوا هم على علم - او لم نكن نحن على علم- بانه سيكون هناك بناء" استيطاني.وتأتي تصريحات كيري ردا على ادعاءات مسؤولين اسرائيليين بان العطاءات الاستيطانية تأتي بعد "تفاهمات" بين الطرفين متعلقة باطلاق سراح 26 اسيرا فلسطينيا من اسرى ما قبل العام 1993 الاسبوع الماضي.ونفى المسؤولون الفلسطينيون بشكل قاطع هذه الادعاءات.وقال كيري: "الفلسطينيون يرون ان المستوطنات غير قانونية. وتواصل الولايات المتحدة الاعتقاد ان المستوطنات لا تساعد".
واعلن وزير الخارجية الاميركي خلال افتتاح مشروع تعبيد الطرق الداخلية بدعم من USAID في مدينة بيت لحم أن الإدارة الأميركية ستقدم مبلغ 75 مليون دولار لمشاريع البنية التحية في الاراضي الفلسطينية، مضيفا أن "هذا المبلغ يضاف إلى مبلغ 25 مليون دولار تم الإعلان عنها سابقا".
وذكر كيري، خلال افتتاح المشروع، إن بلاده تسعى للسلام على أساس حل الدولتين، داعيا إلى الاسراع في دعم المفاوضات، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستقدم مشاريع إنسانية وثقافية قريبا للسلطة الفلسطينية.
كيري يحث إسرائيل على تقييد البناء الاستيطاني لدفع عملية السلام
قال نتنياهو في القدس إن المفاوضات التي تجرى بوساطة أمريكية فشلت في تحقيق أي تقدم حقيقي.
واتهم نتنياهو -الذي كان يتحدث للصحفيين بينما كيري يقف الى جواره وبدا وجهه جامدا- الفلسطينيين "بخلق أزمات مصطنعة" ومحاولة "الهروب من القرارات التاريخية المطلوبة لتحقيق سلام حقيقي."وقال نتنياهو إنه يأمل ان تساعد مباحثات كيري في القدس ومع عباس في "إعادة المفاوضات إلى مكان يمكننا عنده تحقيق السلام التاريخي الذي نسعى إليه."
من جهته انتقد كيري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بينما أيد بحرارة التزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالسعي للحل القائم على أساس دولتين.
وازداد الخلاف المتعلق بالمحادثات إثر إعلان إسرائيل عزمها بناء 3500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية بالتزامن مع إعلانها الإفراج عن 26 سجينا فلسطينيا.
وحذر الفلسطينيون من تفجر أزمة إذا استمرت إسرائيل في تأكيد أنهم وافقوا على غض الطرف عن حملة الاستيطان مقابل الإفراج عن 104 سجناء قضوا فترات سجن طويلة لإدانتهم بقتل إسرائيليين.
ورفض كيري تلميحات إسرائيل بوجود تفاهم مع الفلسطينيين بشأن التوسع الاستيطاني وعبر عن اعتقاده بأن عباس ملتزم "مئة بالمئة بمحادثات السلام".
وأضاف "أريد أن أوضح بشكل جلي أن الفلسطينيين لم يوافقوا في أي مرة خلال السعي للعودة إلى المحادثات على أن يتغاضوا بشكل ما عن مسألة المستوطنات أو يقبلوها."
وقال كيري بعد ساعات إن عباس "يرغب في السعي للسلام ويدرك أنه يتطلب حلا وسطا من جميع الأطراف."
وكان وزير الخارجية الأمريكي قد قال في وقت سابق بالقدس إن الولايات المتحدة مقتنعة بأن نتنياهو عازم أيضا على السعي لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأشار إلى "صعوبات" في عملية السلام.
وقال كيري "كما هو الحال في أي مفاوضات تكون هناك لحظات صعود ولحظات هبوط وتراجع وتقدم."
وكان كيري الذي ساعدت جهوده الدبلوماسية في إحياء محادثات الأرض مقابل السلام في يوليو تموز الماضي بعد توقف دام ثلاث سنوات قد حدد مهلة تسعة أشهر للتوصل إلى اتفاق بالرغم من الشكوك الواسعة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ولم تنشر تفاصيل تذكر عن جلسات التفاوض التي عقدت في أوقات لم يعلن عنها وفي أماكن سرية وفقا للتعهدات بعدم تسريب أي معلومات.
لكن مسؤولين فلسطينيين عبروا عن الاحباط لعدم احراز تقدم بخصوص قضايا جوهرية مثل حدود الدولة الفلسطينية والترتيبات الأمنية ومستقبل المستوطنات الإسرائيلية ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
وقال الرئيس الفلسطيني في كلمة أذيعت يوم الاثنين "بعد كل جولات المفاوضات لا يوجد شيء على الأرض."
وتعتبر معظم الدول المستوطنات التي أقامتها اسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير مشروعة.