قال الكاتب المصري محمد حسنين هيكل، فى حواره مع الإعلامية لميس الحديدى، فى حوارهما الممتد "مصر أين وإلى أين"، إنه متفائل بالنسبة للقادم على الرغم من أن الناس يشعرون دائما أنه متشائم، وخاصة عند الحديث عن المستقبل.
وأكد هيكل، أن العالم يواجه وضعًا لن يواجهه على مر العصور، مشيرًا إلى أن العالم أصبح دون قيادة واحدة، منذ بداية الربيع الأخير "الربيع العربى"، مؤكدا أن خطورة الموقف تتحدد فى الاحتياج المستمر، العالم باستمرار يحتاج إلى قوة أو مجموعة قوى تقوده كالمايسترو الذى يقود الفرقة الموسيقية.
وأوضح الكاتب الكبير أن دخول أمريكا إلى العالم، أدى لتحول كبير جدا فى النظام الدولى، هذا التحول تتمثل فى قيادة جديدة للعالم، بعد سقوط الشيوعية.
وقال هيكل، إن أمريكا أعادت النظر فى موقفها كقائد للدول، وتقلصت فكرتها للأمبراطورية الجديدة، مؤكدا أن الأمريكان وجدوا تكاليف الدور القيادى لا تستطيع أمريكا تحمله، فقررت أن تسحب نفسها من دور القيادة، مؤكدا أن القرار بالانسحاب جاء بعد الربيع العربي، مشير إلى أن التراجع لم يكن فى مرحلة واحدة ولكنه بدأ بعد وفاة "أيزن هاور"، والرصاصتان التى فجرت بهما رأس "كيندى" أصابت الحلم الأمبراطورى الأمريكى فى مقتل.
هيكل: الحملة الأمريكية على العراق تكلفت تريليون دولار
حول العراق قال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، هناك تراجع فى مشروع الإمبراطورية الأمريكية خاصة بعد تدنى شعبيتها وقررت مراجعة موقفها فى ظل التكاليف العالية التى تحملتها وتأثر اقتصادها، فحملة العراق وحدها تريليون دولار.
وأضاف هيكل، في لقائه مع الإعلامية لميس الحديد في برنامج "مصر أين.. وإلي أين؟" المذاع على قناة "سي بي سي"، أنه تم تم استنزاف موارد أمريكا فى حروب لا معنى لها مع تزايد قوى أخرى، مشيرًا إلى أن القوة الأمريكية كانت تستخدم آخرين لتعويض غيابها فى بعض المناطق وقال: «منطقة الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية كانت موضع الصراع ومن قبلها، حتى إننا نستطيع أن نقول إن المنطقة هي الوحيدة التي لم تمتلئ بقواها الذاتية، وظلت المنطقة الوحيدة المفتوحة لكل الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة».
ولفت إلى أن الصراع «العربي – الإسرائيلي» لم يُحسم بعد، لكن يظنه في «التبريد العميق»، حسب وصفه، معتقدًا أن «الباقي من الشعب الفلسطيني شيئان أساسيان هما: هذا الشعب الذى يحمل حلمًا لم يمت ولن يموت، لأنه وطن، وهذا أول ضمانة، الشىء الثانى: أعتقد أن مصر مطالبة بأن تتجه صوب الشرق، مصر لا يمكن أن تعيش في عزلة عن العالم العربي، فهى التي تواجه أزمة اليوم، ومن يساندها هو العالم العربي فقط».