استضاف مركز يافا الثقافي في مخيم بلاطة فرقة مسرح "الحارة" من مدينة بيت لحم في عرض لمسرحية "أخوات شكسبير" من تأليف وإخراج المخرج الإيطالي بييترو فلوريديا وتمثيل أديب صفدي، ميرنا سخلة، رائدة غزالة، والمطربة الفلسطينية ريم تلحمي.
واستمرت المسرحية لمدة ساعة حيث تحاكي المسرحية قصصا واقعية عن حياة المرأة الفلسطينية من خلال شخصية الدكتورة الجامعية "سميرة" في الأربعين من عمرها، والتي تعيش وحدها في منزل مستقل حيث تكرس حياتها للتعليم والبحث في مجال الأدب، وذات ليلة تجد سميرة نفسها أمام امرأة أخرى تداهم بيتها كالكابوس! نسمة امرأة متمردة لديها الكثير من الأحلام الشخصية والطموحات العملية في مجال تصميم الأزياء. تعيش نسمة في بيت سميرة لفترة قصيرة ولكنها تقلب حياتها رأساً على عقب! نسمة الشابة المغامرة تقود سميرة ونساء أخريات في رحلة لاكتشاف أسلوب حياة مختلف بنصف المرأة ويعطيها حقها الطبيعي في العيش بمساواة وعدل.
من خلال الأحداث الدرامية للمسرحية وتسليط الضوء على الواقع الفلسطيني بشيء من الجرأة في طرح القضايا التي يحاول الكثير إخفاءها تابع الحضور من سكان المخيم العرض المسرحي، والذي استخدمت فيه العديد من التقنيات الصوتية والمرئية، حيث عبر العديد من الحضور الذين وقفوا احتراماً للفنانين المشاركين تعبيراً عن إعجابهم بالمسرحية، ومن خلال النقاش الذي دار مع الفنانين حول مثل هذه القضايا. وقال الفنان صلاح حنون بطل فلم "فلسطين ستيريو" بأنه ومن خلال الشخصيات في المسرحية كان يرى العديد من الشخصيات التي يعرف قصصها من الواقع وأن كل شخص يسمع ويرى العديد من مثل هذه القضايا التي تتعرض من خلالها المرأة الفلسطينية للظلم.
ومن جهته قال الفنان والمخرج المسرحي "محمد حامد" أن المسرحية وفي غضون ساعة واحدة عبرت عن ألم وظلم تعيشه المرأة الفلسطينية منذ عقود نتيجة بعض الاعتقادات والعادات التي تمارس بحقها وعبر أيضاً عن إعجابه بالمسرحية. أما مديرة الشؤون الداخلية في مركز يافا الثقافي فريال خروب فقالت بأن هنالك جانب آخر للظلم الواقع على المرأة من المرأة نفسها من خلال التفريق بين الذكر والأنثى في المنزل وداخل العائلة الواحدة وتمييز "الولد" عن "البنت" وأن الابن الذكر هو صاحب السلطة والأولوية داخل العائلة على حد قولها.
وعبَر الحضورعن إعجابهم وتأثرهم الشديدين بالعرض الفني، وقال المخرج فتحي عبدالرحمن من مسرح الفن الشعبي والذي حضر من رام الله لمشاهدة العرض بأن هذه المواهب الرائعة التي تعيش في مخيم بلاطة و في هذه الظروف القاسية والتي خلقت حالة من الإبداع الثقافي والفني تستحق كل الدعم والمساندة للإستمرار بإنتاج مثل هذه الأعمال لتقديمها ونقلها إلى العالم أجمع. وحضر الحفل تمثيل رسمي وشعبي من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات والوزارات الرسمية وممثلين عن محافظة نابلس وبلدية نابلس.