الجالية اليهودية بتونس تتشبث بهويتها الوطنية، وتفاخر بأنها من أبناء هذه الأرض ولن تغادرها مهما كانت الإغراءات.
يهودي من زوار كنيس الغريبة يقرأ في التوراة
عرفت تونس طيلة تاريخها حضورا متميّزا للعنصر اليهوديّ الذي كان يمثل دائما مكوّنا أساسيا من مكوّنات المجتمع، ولئن اختلفت وضعية اليهود من فترة إلى أخرى إلا أن ذلك لم يقلّص من أهمية أدوارهم وانتسابهم إلى مجتمع استوعب عناصر مختلفة.
هل يمكن اعتبار الجالية اليهودية التونسية من الهويات القلقة في تونس، على غرار الهويات التي سبق تناولها في هذا الملف الأسبوعي الخاص من صحيفة “العرب”؟ سؤال قد تصعب الإجابة عنه عند التونسيين من عامة الشعب، بل إن المختصّين والمؤرّخين بدورهم قد يجدون صعوبة في تحديد الإجابة بدقّة، خاصة، في هذه الفترة من تاريخ البلاد، وفي ظل التصريحات التي تواترت على لسان كبار الحاخامات اليهود في تونس إثر تداول وسائل الإعلام التونسية والعالمية أخبارا تقول إن إسرائيل دعت اليهود التونسيين إلى الهجرة متعللة بعدم استتباب الأمن في تونس بعد الثورة.
في ردّه على ذلك، وصف رئيس الأقلية اليهودية بتونس، بيريز الطرابلسي، دعوة وزيرة الهجرة الإسرائيلية للجالية اليهودية إلى مغادرة تونس بعد الثورة، وحثهم على العودة إلى إسرائيل مقابل حصولهم على تعويضات مالية ضخمة بـ”المستفزة والمغرضة”.
واستنكر الطرابلسي هذه الدعوة، مؤكدا تشبث الجالية اليهودية بتونس قائلا: “نحن تونسيون أبا عن جد، وسوف نعيش ونموت في هذه الأرض.. نحن كجالية يهودية نستغرب مثل هذه التصريحات التي استفزتنا كثيرا، لاسيما بعد الثورة التونسية التي شاركنا فيها ونباركها شأننا شأن كل التونسيين”.
من جانبها، استنكرت الأوساط السياسية والحقوقية في تونس هذه الدعوات، مؤكّدة أن “أتباع الديانة اليهودية من المواطنين التونسيين شكلوا على امتداد التاريخ جزءا لا يتجزأ من المجتمع التونسي يتعايشون في وئام مع كافة مكوناته وفي كنف الاحترام التام لحقوقهم وحرياتهم كجماعة دينية مستقلة”.
وهذا الأمر شدّد عليه المشاركون في ملتقى يحمل عنوان "أبناء إبراهيم عليه السلام على أرض تونس"، نظّمته جمعيّة “تونس الفتاة” ومؤسسة “كونراد أديناور”، بمناسبة الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان الذي أقرته الأمم المتحدة منذ سنة 2010.
يسمح للطائفة التونسية اليهودية
بممارسة شعائرها الدينية بحرية،
وتدفع الحكومة راتب الحاخام الكبير
هدف هذا الملتقى إلى تمكين الحضور من اكتشاف التنوع الديني والحضاري للمجتمع التونسي في القرن العشرين والتأكيد من خلال استحضار التاريخ المعاصر لتونس على أن التعددية الدينية والثقافية هي عامل ثراء حضاري وليست مدعاة للصراع. وقد جاء في تقديم الملتقى: تغلب على المجتمع التونسي اليوم سمة التجانس بين أفراده في ما يتعلق بالعقيدة التي يتبنونها.
فهم على الأغلب مسلمون من أتباع المذهب السني. ولذلك يسود الاعتقاد لدى الأجيال الحالية أن الأقليات الدينية ليست من أهل البلد وإنما هم أجانب قدموا إليها ورحلوا وحملوا معهم كل ما يتصل بهم. وكانت تونس على مدى عقود طويلة مستقرا لجاليات عديدة ذات مرجعية دينية وثقافية مختلفة، مما أنتج مزيجا اجتماعيا متنوعا ومتعايشا رغم اختلاف مكوّناته. بل إن هذا الاختلاف مثل سمة مميزة في الثقل الحضاري لتونس المعاصرة.
تاريخ اليهود في تونس
مشاهير اليهود التونسيين
◄ جاكوب للّوش يهودي تونسي ترشح لانتخابات المجلس التأسيسي سنة 2011
◄ حبيبة مسيكة أحد أبرز مغني وممثلي النصف الأول من القرن العشرين في تونس
تتضارب الآراء الدقيقة حول تاريخ استقرار اليهود في تونس، أو تاريخ دخول الديانة اليهودية إلى تونس. ولكن المتّفق عليه هو أنه تاريخ ضارب في القدم. ويشير مؤرّخون إلى أن اليهود من أقدم من سكن في شمال أفريقيا بعد البربر. ويذهب ابن خلدون إلى القول إن بعض البربر ربما دانوا بدين اليهودية.
ويقول ابن خلدون في الجزء السادس من كتابه “ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر”: “ونقلت الأخبار عن العرب كما هي، فجرجير المقتول عند الفتح من الفرنج وليس من الروم، وكذا الأمة الذين كانوا بأفريقية غالبين على البربر ونازلين بمدنها وحصونها إنما كانوا من الفرنجة. وكذلك ربما كان بعض هؤلاء البربر دانوا بدين اليهودية أخذوه عن بني إسرائيل عند استفحال ملكهم، لقرب الشام وسلطانه منهم”.
وعند مدخل الكنيس اليهودي المعروف باسم “الغريبة”، في جزيرة جربة، توجد لافتة معلّقة كتب عليها: “يرجع عهد هذا المقام العتيق والمقدّس المعروف بالغريبة إلى عام 586 قبل الحساب الإفرنجي، أي منذ خراب الهيكل الأول للملك سليمان على يد نبوخذ نصر ملك بابل”. وهذا المقام المعروف بالغريبة يعود تاريخه حسب تقديرات المؤرّخين إلى أكثر من 2000 سنة، وهو يعدّ أول معبد يهودي في شمال أفريقيا وثاني أقدم معبد في العالم.
ويقول مؤرخون إن أصول اليهود التونسيين تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد، حيث تشير بعض الوثائق التاريخية إلى أن أعدادا كبيرة منهم بدأت في التوافد على جزيرة جِربة منذ سنة 500 قبل الميلاد. ونسبة كبيرة من اليهود جاؤوا إثر سقوط الأندلس مع هجرة الموريسكيين من أسبانيا (1609) واستقروا في تونس.
تحفل الذاكرة التونسية بمئات الأسماء،
التي خلفت آثارها، إلى اليوم في عديد
المجالات الفكريــة والفنيــة والإبداعيــة
يرجع الأستاذ الجامعي ناجي جلول المراحل التاريخية لتواجد الأقليات الدينية بتونس إلى العهد الوسيط بدرجة أولى على اعتبار الزخم الحضاري في تلك الفترة. وأوضح خلال حديثه في إطار ملتقى “أبناء إبراهيم عليه السلام على أرض تونس″ الذي انتظم مؤخّرا في تونس، أن وجود اليهود في تونس كان منذ العهد الروماني.
أما الفترة التي شهدت هجرة اليهود بشكل كبير إلى تونس فكانت مع بدايات دخول الدين الإسلامي إلى أفريقية- تونس- وشكل اليهود وحدة اجتماعية متفردة تتعايش مع المسلمين والنصارى على حد السواء.
وقد ساهمت المدرسة التلمودية في عاصمة الأغالبة، القيروان، في تكوين عدد من المختصين في الطب من اليهود كإسحاق بن سلمان الإسرائيلي وسهل بن تميم الذي تتلمذ على يديه الطبيب ابن الجزار القيرواني، وفق ما جاء في مداخلة ناجي جلّول، الذي أشار إلى أن التعايش الديني وإن عرف فترة انغلاق إلا أنه استعاد بريقه بشكل كبير في فترة الحكم العثماني.
مع الفتح الإسلامي ووصول الاسلام إلى تونس في القرن الثامن، وجد “أهل الكتاب” من اليهود والمسيحيين أنفسهم يخضعون لاختيارين: التحول إلى الدين الإسلامي، خيارا اعتمده بعض البربر الذين سبق وهوّدوا، أو الخضوع إلى وضع الذمي، أو التوصل إلى اتفاق بشأن الحماية شأنهم شأن غيرهم من اليهود في البلدان الإسلامية.
رئيس الطائفة اليهودية بتونس بيريز الطرابلسي:
اليهود يحجون إلى كنيس الغريبة منذ حوالي 200 عام
واختار يهود أفريقية (تونس الحالية) القبول بوضع الذمي. وكرد على الوضع الجديد، اختار اليهود الانخراط في المجتمع الجديد، اقتصاديا وثقافيا ولغويا، مع حفاظهم على خصائصهم الثقافية والدينية.
يشير ألبرت أرمون معارق، المختص في الشأن اليهودي، ومؤلف كتاب: “يهود تونس.. قصة تحرّر”، إلى أن اليهود في تونس، قبل الاحتلال الفرنسي، امتثلوا لما يُسمّى بالذميّة. ومع دخول فرنسا إلى تونس، في 1881، اختفى مفهوم الذميّة وحلّ محلّه مفهوم المحميّة.
وقد انقسم يهود تونس في ذلك الحين إلى تيارين رئيسيين: التيار التوجهيّ، الذي اعتنق الثقافة الفرنسيّة، والتيار الصّهيوني الذي برز في فترة ما بين الحربين. وعند إعلان الاستقلال، بادر اليهود التونسيون بالهجرة تدريجيا، ومن بين الـ100 ألف يهودي المتواجدين بتونس، سنة 1956، سافر النّصف إلى فرنسا، في حين هاجر النصف الآخر إلى إسرائيل. ويُقدّر عدد اليهود المُتواجدين اليوم بتونس بحوالي 1500 يهوديّ.
تأثير اليهود في المجتمع
"الغريبة" قبلة يهود العالم
يعدّ كنيس الغريبة، في جزيرة جربة، أقدم كنيس يهودي في
أفريقيا، وحسب روايات، استخدمت في بناء “الغريبة” قطع
حجارة من هيكل سليمان الأول، وبه واحدة من أقدم نسخ التوراة في العالم.
يبدأ موسم الحج إلى الكنيس في اليوم الثالث والثلاثين
من الفصح اليهودي ويستمر يومين. وخلال موسم الحج
يقوم اليهود باحتفالات "الهيلولة"، وهي طقوس دينية يتم
خلالها إقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول
على “بركة” حاخاماته وذبح قرابين (خرفان) وتناول نبيذ
“البوخة” المستخرج من ثمار التين، الذي يشتهر بصناعته
يهود تونس دون سواهم.
كما يقوم الحجّاج بصناعة “هودج” مزين توضع فيه “التورارة”
ويخرجون به إلى شوارع الحارة الصغيرة حيث يوجد الكنيس
وسط أجواء غنائية موسيقية.
وكان كنيس الغريبة تعرض في أبريل 2002 لهجوم انتحاري
بشاحنة مفخخة أسفر عن مقتل 21 شخصا (14 سائحا
ألمانيا و5 تونسيين وفرنسيين إثنين) تبناه تنظيم القاعد.
لئن اختلفت الآراء حول تاريخ دخول اليهود إلى تونس، فإنها اتفقت على أن اليهود أثّروا بشكل كبير في الثقافة والمجتمع التونسي، خصوصا في مجالي التجارة (تجارة الذهب تحديدا) وفي الفن (بالأخص الموسيقى والغناء والسينما). فإلى اليوم لايزال التونسيون يردّدون في أفراحهم ومناسباتهم أشهر الأغاني التونسية التي تغنى بها الشيخ العفريت (1897-1936) والفنانة حبيبة مسيكة (1903-1930).
ولم تغب شخصية اليهودي عن كثير من الأعمال السينمائية التونسية باعتبارها شخصية فاعلة في المجتمع التونسي، بغض النظر عن ديانتها. خلال القرن التاسع عشر وعلى امتداد القرن العشرين أثّرت الطائفة اليهودية في تونس تأثيرا بالغا في الحياة الفنية والفكرية والثقافية والسياسية من خلال أسماء لامعة في مجال التلحين والتمثيل والفن التشكيلي.
نذكرُ كمثال المناضل والكاتب جيلبار نقاش الذي زُجّ به في السجن أواخر الستينات لانتمائه إلى حركة “آفاق” اليسارية، وقد أصدر كتابا يروي تجربته السجنية بعنوان “كريستال”، فيما يعتبر ألبير شمامة شيكلي رائد السينما التونسية.
وتذكر النخبة الفكرية والسياسية أيضا المفكّر والمناضل جورج عدّة (1916-2008) وهو مناضل يساري ونقابي نشط في الحزب الشيوعي التونسي وشارك في النضال ضد الاستعمار الفرنسي في إطار حركة التحرر الوطني التونسية.
وكان جورج عدّة يقدّمُ نفسه بفخر بأنه “يهودي تونسي معاد للصهيونية” وكان يدافع بشدة على أن اليهودية ديانة، أما الصهيونية فهي مشروع استيطاني عنصريّ. ومن مشاهير اليهود أيضا بول صباغ المؤرخ والمناضل في الحزب الشيوعي التونسي في الأربعينات ورجل الاقتصاد وزيفة الطرابلسي والكاتب ألبير ممّي وغيرهم كثر ممن يصنّفون ضمن أعلام تونس المؤثّرين.
تفرد في الموسيقى
يعتبر مجال الموسيقى أكثر المجالات التي أبدع فيها اليهود التونسيون وتركوا فيها بصمتهم، إلى اليوم، وقد تحدّث الباحث الموسيقي محمّد القرفي، خلال ملتقى “أبناء إبراهيم على أرض تونس"، الذي نظّمته جمعيّة “تونس الفتاة” ومؤسسة “كونراد أديناور”، عن هذا التأثير، مشيرا إلى أن اليهود عند استقرارهم في تونس اختاروا الموسيقى لتحسين وضعهم الاجتماعي، وهو أمر استهجنه المسلمون مما جعل اليهود دون منافسة في هذا الميدان فاستفردوا بالقطاع، وهو ما وجد قبولا عند الناس اعتبارا للتحرر الأخلاقي والرقص والغناء في الساحات العامة.
مدرسة يهودية في جزيرة جربة
وبيّن القرفي أن الهيئة التأسيسية لمعهد الرشيدية للموسيقى سنة 1934 ضمّت 4 من اليهود دون أن ننسى أن الفنان الراحل الهادي الجويني تعلّم أصول العزف على آلة العود تحت إشراف يهودي. وخلص القرفي إلى أن المناخ المجتمعي ومكوّناته الثقافية لعبا دورا كبيرا في تكوينه الموسيقي وقدرته على البراعة والابتكار وأكد على ضرورة مزيد التعمق في البحث ودراسة دور اليهود في الموسيقى التونسية على اعتبار أنه دور هام وكبير.
التسامح أساس العمران
يقدّر عدد اليهود التونسيين اليوم بـ 1500 يهودي يتركز أغلبهم في جزيرة جربة، حيث يوجد 11 معبدا يهوديا متوزّعة بين حارتين تسميان “الحارة الكبيرة” و”الحارة الصغيرة”. والحارة في المصطلح اللغوي التونسي، هي المنطقة التي يسكن فيها اليهود بنسبة كبيرة، وعادة يشاركهم فيها تونسيون مسلمون.
تختلف كثيرا “الحارة” التونسية عن حارات نجيب محفوظ الشهيرة، فلا “فتوات” ولا “ضوضاء”، بل إن اللون الأبيض والأزرق الذي يغلب على المباني يعطي إيحاء بالهدوء والسكينة حيث تستشعر، وأنت تمشي في الحارة، روح التسامح والتعايش.
في جزيرة جربة، وفي بعض المناطق الأخرى من البلاد التونسية، خصوصا في تونس العاصمة، في ضاحية حلق الوادي، وأيضا المدينة العتيقة قريبا من جامع الزيتونة، يعيش اليهود والمسلمون جنبا إلى جنب، لهجة الحديث فقط هي ما يمكن أن تميّز التونسي اليهودي عن التونسي المسلم، ونادرا ما يحدث بينهما جدال أو خلاف وإن حدث فهو في الغالب جدال جيران، ولا علاقة له بدين كل طرف.
وما الضجّة التي أثيرت، في أعقاب الاضطرابات التي صاحبت ثورة 14 يناير، حول تصريحات تمسّ من اليهود التونسيين، إلا دليلا على رفض المجتمع التونسي أية محاولات لإثارة الفتنة، على أساس طائفي في البلاد.
أنتج التعايش المشترك بين العنصرين اليهودي والمسلم عملية تثاقف واسعة مست مختلف نواحي الحياة من أطعمة وملابس وحرف وفنون
وساوى أول دستور تونسي (دستور 1861) بين اليهود والمسلمين وكفل لهم كافة الحقوق الدينية والاجتماعية والاقتصادية ولسائر سكان تونس على اختلاف أديانهم. وبقي هذا التأكيد في مختلف الدساتير التي تعاقبت على البلاد، والتي تؤكد على حرية العقيدة والحق في ممارسة الشعائر الدينية بشرط ألا تمثل تهديدا على النظام العام.
لم يكن تاريخ اليهود في تونس خاليا من المشاكل أو الاضطرابات خصوصا في الفترات الحرجة التي عانتها البلاد على مدار تاريخها، ومثلما عانى السكّان البربر عرف اليهود فترات حرجة أيضا، كما عانى المسلمون بمختلف طوائفهم السنية والشيعية والأباظية…، خلال فترات حكم الفاطميين والعثمانيين وفي فترة الاحتلال الفرنسي.
ويدين يهود تونس بفضل كبير إلى الولي الصالح محرز بن خلف الذي أعاد لهم الاستقرار والأمان وأسكنهم المدينة، القلب النابض لتونس، في ذلك الوقت.
وقد اكتسب سلطان المدينة سيدي محرز، كما يسميه التونسيون، مكانة خاصة لدى اليهود، إذ سمح لهم بالسكن داخل المدينة حتى تستفيد اقتصاديا من هذه المجموعة الاجتماعية الناشطة. فقبل ذلك كان على اليهود مغادرة المدينة ليلا إلى مساكنهم المتواجدة خارج أسوارها.
على مدار قرون، وإلى اليوم، عاش اليهود، ويعيشون جنبا إلى جنب مع المسلمين، يتشاركون في العديد من العادات والتقاليد، يتبادلون الزيارات ويبتاعون من نفس المحلاّت ويؤمّون نفس المنتزهات والأماكن العمومية.
في حيّ لافاييت بالعاصمة أو في ضاحية حلق الوادي أو في جزيرة جربة يعيشُ ما تبقّى من الطائفة اليهودية التونسية، وهم بضعة مئات، لكنهم يعتزّون دائما بانتمائهم إلى تونس ويفاخرون بأنهم أبناء هذه الأرض، وقد يقول لك أحدهم بلهجته التونسية المميّزة إن جدّه ولد في هذا الحيّ وهو يفاخرُ بعراقته في المكان أو أنه جزء من البلاد.