طالبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بتكثيف الضغوط على النظام السوري لتطبيق قرار مجلس الأمن الصادر أمس والذي يطالب برفع الحصار عن المدن وتسهيل دخول القوافل الإنسانية، في حين يعتزم وفد من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة زيارة واشنطن ولقاء عدد من أعضاء الكونغرس لبحث المساعدات الإنسانية والعسكرية.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور عقب صدور القرار، إنه يتعين على جميع الدول الأعضاء الضغط على دمشق لتطبيق القرار بشكل عاجل.
من جهته وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري القرار بأنه يمثل نقطة مفصلية في الأزمة السورية، وقال إنه "بعد ثلاث سنوات من المذابح والوحشية" يحق للناس التساؤل عن إمكانية حدوث تقدم.
أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فأكد أن بلاده لن تتردد في العودة إلى مجلس الأمن إذا لم يتقيد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بما ورد في القرار.
كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن القرار "يجب أن يستتبع بأفعال"، مشيرا إلى أن باريس "ستقترح على مجلس الأمن إجراءات جديدة" إذا تلكأ النظام السوري في التطبيق.
وفي المقابل قال السفير الروسي فيتالي تشوركين إن التعديلات التي أدخلتها موسكو أسفرت عن التوصل إلى "نص متوازن"، مشددا على "عدم وجود عقوبات تلقائية" في حال عدم التقيد بالقرار. واقترح إصدار مجلس الأمن قرارا جديدا للتنديد بتنامي ما وصفه بالإرهاب في سوريا.
رفع الحصار
وكان مجلس الأمن قد صوت بالإجماع أمس على القرار الذي يطالب برفع الحصار عن المدن السورية ووقف الهجمات والغارات على المدنيين، وتسهيل دخول القوافل الإنسانية.
ودعا القرار "جميع الأطراف إلى الرفع الفوري للحصار عن المناطق المأهولة" وبينها حمص ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ومنطقة الغوطة في ضواحي العاصمة دمشق، مؤكدا أن "تجويع المدنيين تكتيك حربي تحظره القوانين الإنسانية الدولية".
كما طالب القرار كل الأطراف بالتوقف فورا عن شن أي هجوم على المدنيين، ووقف القصف الجوي "وخصوصا استخدام البراميل المتفجرة"، في إشارة مباشرة إلى النظام.
وحث القرار كل الأطراف -وخصوصا السلطات السورية- على السماح دون تأخير بالدخول السريع لوكالات الأمم المتحدة وشركائها "وحتى عبر خطوط الجبهة وعبر الحدود".
وبناء على اقتراح من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيكون بإمكان مجلس الأمن "اتخاذ إجراءات إضافية في حال عدم تطبيق هذا القرار"، إلا أنه في هذه الحالة سيكون المجلس بحاجة إلى قرار جديد مع موافقة روسيا.
الائتلاف والكونغرس
وفي هذه الأثناء كشفت مصادر بالمعارضة السورية أن وفدا من الائتلاف يعتزم زيارة واشنطن ولقاء أعضاء بالكونغرس لبحث التعاون في مجال المساعدات الإنسانية والعسكرية.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن الزيارة قد تتم في غضون الأيام العشرة القادمة، مضيفة أن الائتلاف سيطالب بتنفيذ برنامج واسع للتدريب والتسليح يشمل تدريب قوات خاصة.
وذكرت أن الثوار بحاجة إلى سلاح مضاد للطيران الذي يقصف المدن والمدنيين بالبراميل المتفجرة والصواريخ.
تعجيل المساعدات
وفي سياق متصل، أكد جون غينغ مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن أكثر من ربع مليون شخص في سوريا يعيشون تحت الحصار, وأن أكثر من تسعة ملايين آخرين بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وقال في لقاء مع الجزيرة إنه لا بد من وقف لإطلاق النار من قبل جميع الأطراف لكي تتمكن المنظمات الإنسانية من إيصال المساعدات الإنسانية.
وكان المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين دان ماكنورتن قد دعا المجتمع الدولي إلى مواصلة تقديم حلول طويلة الأمد للاجئين السوريين.
يذكر أن آلاف السوريين غادروا منطقة القلمون شمال غرب دمشق إلى مدينة عرسال اللبنانية مع بدء هجوم للقوات النظامية على مدينة يبرود.
وارتفع عدد اللاجئين السوريين بلبنان إلى نحو مليون لاجئ, بينما تؤوي تركيا أكثر من ستمائة ألف. كما غادر آلاف الأشخاص مدينة حلب السورية في الأسابيع القليلة الماضية فقط، هربا من البراميل المتفجرة والقذائف.