اتخذ الانتحاريون في العراق من مجالس العزاء صيداً سهلاً لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا؛ ما دعا رجال الدين والوجهاء والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان إلى تكثيف دعوتها لإلغاء نصب السرادق أمام البيوت وفي الشوارع الفرعية والاكتفاء باستقبال المعزّين في الجوامع والحسينيات ومراكز العبادة الأخرى لسهولة السيطرة عليها أمنياً والابتعاد ما أمكن عن التجمّع في مثل هذه المناسبات، والاكتفاء بالتعزية حتى لو عن طريق الهواتف المحمولة؛ لاسيما أن الاستهدافات شملت جميع المكوّنات والأطياف وفي عموم العراق تقريباً ولم تختص بطائفة او مكوّن دون آخر.
وقال الناشط الاجتماعي رجل الاقتصاد المعروف كاظم ناشور لـ"العربية نت": "ما نراه اليوم من هجمات مسلّحة على المدارس والجامعات وعلى الناس الأبرياء في الأسواق او المقاهي ما هو إلا وجه من وجوه الإبادة الجماعية، والتي تعطيك مؤشراً عن النوايا السوداء للجماعات الإرهابية، ولا نخفي سراً إذا قلنا إن الأجهزة الأمنية لا تستطيع توفير الحماية الكافية لكل المجالس بعد أن نصب الاستهداف أمام أغلب البيوت العراقية مجالس عزاء".
وأضاف "بعد حرب المدن ومحاولة السيطرة على مراكزها التي بدأت قبل شهور افتتحت واحدة من أخطر الجبهات في ساحة العنف في العراق، وعلى نطاق واسع، وهي حرب من نوع آخر (حرب الفواتح) والتي يجب أن ننتبه إليها حفاظاً على أرواح الناس وعدم إضافة مصائب جديدة الى المصيبة الأساس".
ولفت إلى أن "القصد من مجيء الناس الى أي مجلس عزاء هو التخفيف عن أهل الفقيد بمواساتهم، وقمة المواساة أن لا تضاف ضحايا جديدة لمأتمهم".