تدهورت الأوضاع الاقتصادية كثيرا في إسرائيل بعد عملية "الجرف الصامد" على خلفية ارتفاع نفقات العملية العسكرية مما تسبب في غلاء المعيشة داخل المجتمع الإسرائيلي من ارتفاع أسعار الوحدات السكنية والسلع الغذائية الأمر الذي دفع عددا كبيرا من الشباب للتفكير في الهجرة إلى العاصمة الألمانية "برلين" تفاديا لهذه الأزمة.
"حل" الهجرة
في هذا السياق نظم عدد من الشباب الإسرائيلين في مطلع الشهر الجاري حملة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تدعو الجمهور الإسرائيلي للهجرة إلى ألمانيا نظرا لانخفاض أسعار الوحدات السكنية هناك والسلع الغذائية مقارنة بإسرائيل، إذ بدأ أعضاء الحملة في نشر مجموعة من الصور تتناول أسعار المنتجات الغذائية هناك مقارنة بالأسعار المتعارف عليها في إسرائيل فضلا عن نشر بعض نشطاء الحملة لصورهم وهم يحملون بعض اللافتات مكتوب عليها باللغة الإنجليزية "أنجيلا ميركل، فلتمنحينا الفيزا" موقعين أدني هذه اللوحات بأسمائهم.
أمر مقلق
من جهة أخرى حاولت الحكومة الإسرائيلية إفشال هدف هذه الحملة وإبعادها عن مسارها، فبحسب قول أحد المسؤولين عن الحملة عبر صفحتها الإلكترونية، فإن مكتب رئيس الوزراء حاول خلال هذا الأسبوع منع مؤيدي هذه الحملة من التوجه للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للحصول على مايقرب من 25.000 تصريح عمل فوري للإسرائيليين، ليتساءل مدير الجروب قائلا: "هل رئيس الوزراء في ذعر من سفر الإسرائيليين إلى الخارج؟"
تجاهل القادة
وعن الهدف الحقيقي لهذه الحملة أشار مؤسس الحملة "رفض الإعلان عن إسمه" في حوار مع صحيفة "دير شبيجل" الإلمانية، مساء أمس السبت، إلى أن الهدف الرئيسي هو مصلحة إسرائيل إذ أكد أن مؤسسي الحملة انتظروا ما يقرب من ثلاث سنوات منذ تظاهرات العدالة الاجتماعية التي نشبت في 2011 كي يفعل المسؤولون الإسرائيليون شيئا ما لتغيير الواقع الذي يعيشون فيه إلا أن الحال لم يتغير على الإطلاق بل تدهور الحال كثيرا.
وعن اتهامات وزير المالية، يائير لابيد، لأعضاء الحملة بأنهم "غير صهيونيين" الكلمة المقابلة لكلمة "خونة" أشار مؤسس الحملة إلى أن المعنى الحقيقي للصهيونية بحسب ما يتم تدريسه في المدارس الإسرائيلية هو إقامة وطن قومي لليهود في "أرض" إسرائيل، الا أن المشاعر القومية من وجهة نظره لا تكفي للعيش في إسرائيل بل إن حتى كلمة وطن التي تظهر في التعريف تشير إلى أنه ليس هناك مستقبل لإسرائيل.
وأضاف أن أحد أهم أسباب هذه الحملة هو تجاهل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لقضايا الشأن الداخلي الإسرائيلي من ارتفاع أسعار السلع الغذائية وارتفاع تكلفة المعيشة في إسرائيل بل كل ما يشغل تفكيره والذي لطالما ظل يندد به في المحافل الدولية هو التهديدات الإيرانية فقط.
محاولات مناوئة
في المقابل سعى عدد من الإسرائيليين للتصدي لهذه الحملة والإساءة للعاصمة الألمانية كونها لا تقبل الغرباء بين أوساط شعبها، فقد أشارت مهاجرة إسرائيلية تدعى، سيفان جايدس، أن واقع الحياة صعب في برلين كون الشعب الألماني لا يقبل الغريب عنه خاصة لو كان يهوديا،
من جهة أخرى، أشارت سيفان إلى أنها عاشت في برلين لعدة سنوات مع صديقها الألماني الا أن الألمان لا يحبون من يخالفهم في نهجهم خاصة الجاهلين منهم الذين لم يتعلموا اللغة ولا الثقافة، وفقا لما أوردته صحيفة "يسرائيل هايوم" في عددها الصادرة صباح اليوم 12 أكتوبر/تشرين
تفشي الهجرة
وبحسب صحيفة "جلوبس" فإن الدعوى للهجرة لم تتوقف عند إنشاء هذه الحملة فحسب، فعلى ما يبدو فإن هذه الحملة تمكنت من أن تنال إعجاب عدد كبير من الشباب الإسرائيلين إذ شهدت الفترة الأخيرة ظهور عدد كبير من الحملات التي تدعو للهجرة إلى مختلف دول العالم مثل "مهاجرون إلى كندا"، "مهاجرون إلى ميامي"و "مهاجرون إلى نيويورك" فضلا عن عدة بلاد أخرى كانجلترا والسويد وفرنسا ونيوزيلندا تحت شعار الهروب من الغلاء المعيشي الذي تشهده إسرائيل الآن ذلك بحسب ما أوردته الصحيفة في عددها الصادر يوم 10أكتوبر/تشرين 2014.