ولا تقوم التكنولوجيا بخرق خصوصياتنا رغما عنا ولكن بطواعية مطلقة من الأفراد المستخدمين للوسائل الحديثة وعلى رأسها الإنترنت الذي يتضمن شبكات التواصل الإجتماعي التي تتيح تداول معلوماتنا الشخصية للجميع ولكن بتحكم من المستخدم، وكذلك تنتهك الخصوصية عبر وسائل أخرى مثل الشركات لأغراض الإعلانات أو المخترقين أو الحكومات بذريعة الحفاظ على الأمن القومي.
وعلى رأس التكنولوجيا نجد "التليفزيون" ويمكنه أداء جزء من مهمة التجسس في المنزل عبر تخزين المعلومات حول الخيارات المفضلة المستخدمة في مشاهدته للقنوات المختلفة وكذلك تحديد الأوقات التي يقضيها أمامه، وتوجد بعض الأجهزة التي تجري مسحًا منفصلًا لكل البيانات على الأجهزة المتصل بها محركات الأقراص مثل أجهزة الكمبيوتر أو اللاب توب المتصلة بشاشة التليفزيون.
ثم يأتي الريسيفر والكابل بوكس وأجهزة الاستقبال من القمر الصناعي المزودة بتقنيات لتتبع ما يشاهده المستخدم أو يقوم بتسجيله، حيث يمكن بيع هذه المعلومات لجهات مختلفة وكذلك تسهل من عملية استهداف المشاهد بالإعلانات التي تلبي رغباته.
ومع تطور التكنولوجيا ظهر المودم ومزود الإنترنت " ISP " والذي يمكن مزود الخدمة من تجميع قائمة مواقع الإنترنت التي قام المستخدم بالدخول إليها وجمع المعلومات عن شخص هذا المستخدم وموقعه الجغرافي ويمكن الوصول لذلك عبر أي فرد لديه معرفة بسيطة بالوسائل التقنية بخلاف مزود الخدمة نفسه حيث يتم اختراق الشبكة والإطلاع على هذه البيانات.
ثم نأتي لكاميرا الويب الخاصة بالمستخدم والتي يمكن من خلالها السيطرة الكاملة على نظام الكاميرات المرتبط بالجهاز عبر تثبيت برمجية خبيثة على الحاسب، وتمكن هؤلاء القراصنة من إلتقاط بعض الصور ثم ابتزاز صاحبها، كما يمكن نسخ البيانات الموجودة على الحاسب عبر بعض هذه البرمجيات حيث تنقلها الكاميرات بدون تشفير.
وكذلك يعتبر الهاتف الأرضي أحد أنظمة التجسس التقليدية، حيث تقوم الشركات بتتبع المكالمات بشكل تلقائي وتستطيع أيضا تسجيل هذه المكالمات وتحديد رقم خاص لمعرفة اتصالاته تفصيليا وتوقيتها، وبالمثل يقوم الهاتف الذكي بالتجسس على صاحبه مع تطور التكنولوجيا والتي تطورت وسائل التجسس معها، حيث أن جميع التطبيقات عليه تجمع المعلومات عن المستخدم تلقائيا وتفصيليا، ومع وجود نظام تحديد المواقع "GPS" يمكن تثبيت برمجية خبيثة على الهاتف بنفس طريقة كاميرات الحاسب وتقوم بالتقاط الصور ومقاطع الفيديو دون علم صاحبه والحصول على نسخ من البيانات الموجودة في الذاكرة وإرسالها إلى جهات مختلفة.
أجهزة الترفيه المحمولة مثل الآيبود ومشغلات الألعاب والتي تتميز بالاتصال بشبكة الإنترنت ويمكنها تخزين معلومات حول اختيارات مستخدمها هي وسيلة سهلة للغاية في التجسس، وكذلك أنظمة التحكم عن بعد التي تتصل دائما بالشبكة العنكبوتية مما يدفع شركات متعددة للعمل من خلالها والسعي لفرض السيطرة على مستخدميها.