وكانت الشرارة الأولى حين دهست شاحنة يقودها (إسرائيلي) سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا - متوقفة في محطة وقود، ما أدى إلى استشهاد أربعة أشخاص وجرح آخرين.
واندلعت مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال أثناء تشييع جنازة الشهداء في اليوم التالي، وألقى الفلسطينيون خلالها الحجارة على موقع لجيش الاحتلال في جباليا، وردّ الجنود بإطلاق النار دون أن يؤثر ذلك على الحشود.
وانتقلت لتشمل سائر مناطق قطاع غزة بأكمله و مدن الضفة والى القدس المحتلة.
وأمام ما تعرض له من الحجارة وزجاجات "المولوتوف" طلب الجيش الدعم، وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة.
وتنوعت الأساليب القمعية للانتفاضة بين القتل والاعتقال والابعاد وهدم المنازل واقتحام واغلاق المؤسسات وحظر التنظيمات ومنع السفر وفرض حصار اقتصادي خانق على الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولم تتواني سلطات الاحتلال عن استخدام كافة الوسائل المحرمة دوليًا في قمع تلك الانتفاضة والمشاركين فيها وكان من أدوات القمع تلك الرصاص بكافة أنواعه وقنابل الغاز والقيام بـ"سياسة تكسير العظام" وغيرها.
ومع تصاعد وتيرة الأحداث، أعلن إسحق رابين، خلال كلمة في الكنيست، فرض القانون والنظام في الأراضي المحتلة، قائلاً "سنكسر أيديهم وأرجلهم لو توجب ذلك".
ووصلت الانتفاضة أعلى مستوى لها في شهر فبراير/شباط عندما نشر مصور (إسرائيلي) صور جنود يكسرون أذرع فلسطينيين باستحدام الحجارة في نابلس عملاً بما هدد به رابين.
وأطلق عليها الفلسطينيون اسم "انتفاضة الحجارة" لتعبر عن مدى التفاوت الواضح في قوة جيش الاحتلال بسلاحه الآلي ومدافعه المتعددة أمام طفل أو شاب فلسطيني يحمل حجرًا، ولأن الحجارة كانت الأداة الرئيسة فيها، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة.
وابتكر الشعب حينها ما سمي بـ"اعلام الانتفاضة" لتوصيل صوتهم للعالم الخارجي وللسكان في الأرض بعد فرض الاحتلال لإجراءات صارمة على الصحف التي كانت تصدر في الأراضي المحتلة، لتظهر "المناشير" والملصقات والكتابة على الجدران في كافة مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
واستشهد خلال الانتفاضة حوالي 1300 فلسطيني على يد الجيش، كما قتل 160 (إسرائيليّا) على يد المقاومة الفلسطينية.