قال رسول الله صل الله عليه وسلم في شروط اختيار الزوجة "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"، كما شدد الاسلام على الاهتمام بشرط الدين والذي فسره علماء المسلمين أنه يعني التي إذا نظرت اليها أسرت وإذا غبت عنها حفظتك واذا امرتها اطاعتك.
وفي حديث اخر اهتم الرسول صل الله عليه وسلم في شروط اختيار الزوجة الصالحة في الدين حيث قال: "لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة سوداء خرماء، ذات دين أفضل"، وهذا الحديث النبوي الشريف يبين أن الزواج على أساس جمال الزوجة فقط أو مالها فقط لا يدوم لأن هذا الجمال زائل وكذلك الحال بالنسبة للأموال.
وهناك شروط اجتماعية عند اختيار الزوجة، ومنها أن تكون بكر وذات خلق وأن تكون متقاربة في السن والثقافة والوضع الاجتماعي من زوجها، وكذلك حذر الزواج من غير الأقارب لأن البعض يرون أن زواج الأقارب يترتب عليه بعض المشاكل ربما تصل الى مشاكل في الانجاب. وهناك البعض يرون قبل اختيار الزوجة القيام بعدة خطوات ومنها أداء صلاة الاستخارة، والثانية هي الاستشارة والسؤال عن الزوجة من حيث السمعة والأشخاص المقربين اليها.
ولم ينس القرآن الكريم الحديث عن الزواج واختيار الزوجة، حيث أن هناك عدد كبير من الآيات التي تبين ذلك، فمنها التي حثت على التزاوج واختيار الزوجة الصالحة في قوله تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير".
كما حذر القرآن الكريم من بعض المحرمات عند الإقبال على الزواج، وقد فسرها في قوله: "ولا تنحكوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتًا وساء سبيلا"، وفي أية أخرى قوله سبحانه وتعالى "وحرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ"... الى أخر الآيات التى تمنع الشاب من التزوج من أزواج أبائهم أو أمهاتهم أو أخواتهم أو عماتهم أو خالاتهم، بل أنه يعتبر كبيرة من الكبائر.
وفي الوقت الحالي أصبحت نظرة المجتمع في اختيار الزوجة بعيدة كل البعد عن الشروط التي وضعها الدين الإسلامي الحنيف، فأصبح الشاب يفكر بطريقة يراها أنها متحضرة وتشمل نظرته الى شريكة حياته من حيث أن تكون ذات قوام جذاب ومرحة ومواكبة للموضة والعصر والاهتمام بالشكل العام وعدم التطرق الى جوهر الروح والعقل والتدين. وربما تجد من يقبل على اختيار الزوجة دون النظر الى وضع أسرة الزوجة من حيث السمعة وهو الأمر الذي يترتب عليه ضررًا لاحقًا للأطفال من حيث من هم أقاربهم، وماذا إن كانوا ذو مكانة مرموقة في المجتمع أو بسطاء أو يدخلون في نطاق الاجرام وهذه ظاهرة تفشت في مجتمعنا الحالي.