اهتم الإسلام بضمان حقوق الطفولة فيما قبل ولادة الطفل، فحث كلا الزوجين على اختيار الشريك القادر على تربية الأبناء تربية صالحة، فقد قال النبي في الحديث الشريف موجها حديثة للرجل " تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
كما أوصى الإسلام المرأة باختيار صاحب الخلق القويم، لضمان حقوق الطفل في تنشئة صالحة، فقال النبي " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"، والحديث يشير أيضا إلى أن عدم اختيار الشريط الصالح سيؤدي إلى عوار في المجتمع بما له من تأثيره السلبي على الأطفال.
وشدد الإسلام أيضا على ضمان حقوق الطفولة بعد ولادة الأبناء، حيث أكد على ضرورة إثبات نسب الطفل، وعدم حرمانه من النسب لأبويه لمجرد الشبهة، فقد ورد عن النبي أن رجلا جاءه يشتكي أن امرأته وضعت مولودا أسود، فطمأنه الرسول بأنه سواد بشرة الطفل قد ترجع لأحد من جدوده، وضرب له مثلا بالأبل الحمر التي تلد إبلا سود.
وقد كان من عادة البعض المنافية تماما لحقوق الطفولة، أن يقتلوا أبنائهم إذا لم يستطيعوا الإنفاق عليهم، فجاء الإسلام ليضع حدا لتلك الجريمة، وليرسخ لحق الطفولة في حياة آمنة مهما كانت الظروف والمعوقات، تقول الآية الكريمة "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقكم وإياهم"، كما كفل الإسلام للطفل حق النفقة والتعليم والرعاية حتى بلوغ الرشد.
الرحمة والحنان هما الركيزتان التي تبنى عليهما تربية الأطفال، فمن أبسط حقوق الطفولة أن يحظى الطفل في جميع مراحل عمره بالإحساس بالأمان والحب، فمرحلة الطفولة لما تمتاز به من هشاشة وضعف، تحتاج دائما إلى الرعاية والحنان، ولذلك رسخ الإسلام لأهم حق من حقوق الطفولة، وهو الرحمة بالأطفال، وضرب النبي للعالم من سنته مثالا للرحمة، فقد كان يحث على مداعبة الأطفال وتقبيلهم والمسح على رؤسهم، وقد نهى الرجل الذي جاءه قائلا بأن له عشرة من الولد لم يقبل أحدهم قط، بقولته "من لا يرحم لا يُرحم".
وقد نهى الإسلام نهيا تاما عن التمييز بين الأبناء ذكورا وإناثا، فقد نهى عن وأد البنات وإهانتهن، وأكد على حسن معاملة البنات، حرصا على حق الطفل في تنشئة نفسية سليمة، وعدم نشوء التحاقد والتباغض بين الإخوة، ومن حقوق الطفولة في الإسلام أيضا، اختيار الاسم الحسن للطفل، فالاسم يلازم الطفل مدى حياته، وقد يكون الاسم القبيح سببا في أزمنة نفسية للطفل تجعله خجولا من نفسه ويفضل الانطواء والابتعاد عن الآخرين.