الزوج هو من قام بإختيار نصفه الثاني لذا يجب أن يكون رحيماً بها ويخاف عليها فلم يتزوجها كي يستعبدها أو ليفرغ طاقاته المكبوتة بضربها ليرفع بعد ذلك حجة العقاب، ويعي الزوج أن القرآن قد كرم الزوجة ولم يحط قط منها كما أوصى القرآن بالنساء وكذلك رسول الله فلا يجوز أن يكرم الله المرأة ليأتي إنسان يحط منها بحجة أنه يقوم بإعادة تعديل سلوك وأخلاق زوجته فهو تزوج منها عن طريق أهل أحسنوا تربيتها لحين تسليمها لزوج المستقبل.
إن ضرب الزوج لزوجته يعد إهانة لها وسلوك مرفوض دينياً وإجتماعياً وأخلاقياً، إلا أن هناك العديد من الأزواج لديهم بعض المشاكل النفسية فيلجؤون لهذا التصرف المخالف لمعنى ومفهوم ومضمون الرجولة، فقد يفسد ضرب الزوج لزوجته العلاقة الزوجية ويؤدي بهم في نهاية المطاف إلى إنهاء تلك العلاقة الرحيمة.
وقد تلعب نشأة الزوج دوراً بارزاً في ممارسة هذا الفعل المشين، حيث يتأثر الزوج بطريقة تعامل والده مع والدته أو تنمية النزعة الذكورية الخاطئة بداخله من قبل أبويه، حيث أن معظم الرجال يعتقدون أن حقوقهم على زوجاتهن يعطيهم الحق أن يفعل ما يحلو لهم من ضرب وإهانة وإطلاق كلمات مسيئة لها ولأهلها. وكذلك فإن نشأة المرأة هي من تسمح لها بالتفكير بأن هذا الفعل عادى من قبل الزوج بسبب ضغوط الحياة، كما أنها قد تتبرر ذلك بالسكوت من أجل أبنائها، بينما أكد الخبراء ضرورة عدم تهاون المرأة والسكوت عن هذه الأفعال المشينة مؤكدين على حقوق المرأة.
لذا فعلى الزوجة إتباع بعض النقاط للدفاع عن نفسها وعدم السكوت عن إهانتها، فبداية يجب ألا تبرر الزوجة أفعال الزوج الخاطئة وإهانته لها وضربها بأي حجة سواء بضغوط العمل أو الحياة، كما يجب أن تطالبه بحقوقها بمنتهى الوضوح والصراحة دون تخوف من رد فعله فيجب أن تضع زوجة حداً للعنف الواقع عليها.
إن الحوار قد يكون أحد الوسائل البناءة للحد من عنف الزوج فيجب أن تحاول الزوجة التوضيح للزوج أن ما يقوم به منافياً دينياً وأخلاقياً وإجتماعياً كما يجب الوقوف على المشاكل التي قد تجعله يخرج عن شعوره ويبدأ في إهانتها لوضع حلول لها وتجنب نوبة غضبه. ويجب على الزوجة عند التحاور مع الزوج أن يكون النقاش بشكل هادئ لا يعتمد على سياسة التهديد فمعظم الرجال لا يفضلون هذا النوع من النقاش وقد يجعلهم أكثر عنفاً.
إذا لم يتعظ الزوج ولم يضع حل لعنفه مع الزوجة يجب أن تقوم باللجوء إلى قوى الأمن أو الأهل والأقارب، طلباً منهم المساعدة في حل هذه الأزمة وإذا لم يتم التوصل لحل لهذه المشكلة حينها تستطيع الزوجة طلب الطلاق فمثل هذه النماذج لا يمكن التعايش معها أو الشعور بأدمتيها.