هل تبادر لذهنك من قبل أن العالم 1992 تحديدا، كان بداية حقيقة لتغيير العالم؟
في أكتوبر الماضي احتفل العالم بإصدار أول محمول يدعم تقنية الهواتف الذكية، والذي أصدرته شركة "أي بي إم" أطلقت عليه اسم "سيمون"، والذي سبق عصره بإتاحته خدمات تتجاوز إجراء المكالمات والرسائل النصية، لقد أطلق "سيمون"عام 1992 وكان الجهاز الوحيد الذي يقدم خدمات وضع الجداول الزمنية ودفتر العناوين والمفكرة والبريد الإلكتروني، وعرف بسعره الباهظ جدا مقارنة بمواصفاته، والذي قدر بـ899 دولار.
ومقارنة بتقنية الهواتف الذكية في يومنا هذا، يعتبر "سيمون" الشرارة الأولى لإطلاق وتطوير الهواتف الذكية، رغم ما عرف عنه بضحامة وزنه، وكان أيضا بداية لاستخدام تطبيقات بدائية، وامتلاكه شاشة تعمل باللمس مع قلم يأتي مع الهاتف. كان حجم "سيمون" ضخما جدا مقارنة بالهواتف الذكية اليوم، لكنة نجح في تطوير بطاريات تعمل لمدة ساعة كاملة، خلا إجراء المكالمات التليفونية، وهو وقت كبير نسبيا مقارنة بمواصفات عصره.
وفي عام 1996 أطلقت "نوكيا" معجزة عصرها في تقنية الهواتف الذكية، فكان جهاز "نوكيا 9000" أول هاتف بلوحة مفاتيح كاملة، لقد صنف كهاتف ذكي لدعمه خاصية البريد الإلكتروني، وبمواصفاته التي صممت خصيصا لرجال الأعمال. ورغم أن "سيمون" و"نوكيا 9000" كان محاولات لتطوير تقنية الهواتف الذكية، فإن أول شركة وضعت بصمتها في طريق ما يسمى بعصر الهواتف الذكية هي شركة "إيريكسون" بإصدارها عام 1997 الهاتف الذكي "بينلوب"، ليمهد بعد ذلك لأول هاتف ذكي يجمع بين تقنية الهاتف المحمول والمساعد الرقي ويعمل بشاشة اللمس، وهو جهاز "آر 380" إصدار عام 2000.
وكانت الفترة ما بين عام 2000 و2007 ، فترة منافسة شديدة جدا بين شركات الاتصالات العالمية، لتطوير تقنية الهواتف الذكية، ليجيء العام 2002 ، ليكون عاما مزدحما بالكثير من إصدارات الهواتف الذكية، خاصة بعد اندماج شركتي سوني إيركسون وبلاك بري، ليكون هاتف " بالم تريو بي 800" والذي تميز بخاصية شاشة ملونة للمس مع خدمة "إم بي 3".
وفي عام 2001 تحديدا طورت اليابان من تقنية الجيل الثالث للهواتف المحمولة، لتستخدم لأغراض تجارية، والتي تميزت بإمكانية إجراء المكالمات المرئية، وتنزيل الملفات الموسيقية، والاتصال بالإنترنت بسرعات كبيرة جدا. ثم كانت الضجة الكبرى في تقنية الهواتف الذكية، عام 2007، حيث تم إطلاق "الآي فون" تبعته شركة "آبل" بافتتاح متجرا للتطبيقات، وعرف العام 2008 بأنه عام الأندرويد، والذي أحدث المزيد من الثورات في تقنيات الهواتف الذكية، وكان أول جهاز يعمل بنظام الأندرويد هو "إتش تي سي".
وارتبط تطوير تقنيات الهواتف الذكية، بما عرف بثورة الأندرويد، فنظام تشغيل هاتف بعينه هو الذي يحسم عملية المنافسة بين منتج وآخر، فبعد استحواذ جوجل على نظام الأندرويد، بات هذا النظام منافسا لنفسه بإصداراته المتباينة والتي خدمت العديد من الهواتف والحواسيب اللوحية.
وبفضل العملاقتين "سامسونج" و"آبل" وغيرهما من الشركات المنافسة، أصبحت تقنيات الهواتف الذكية هي تكنولوجيا العصر، مهددة بذلك كل من الهواتف التقليدية والحواسيب المكتبية، فعام 2013 بدأت الهواتف الذكية تحل محل نظيرتها التقليدية، واعتبر عام 2014 هو عام اكتساح الحواسيب اللوحية على مبيعات نظيرتها التقليدية.