تعذيب الزوجة.. حرمه الشرع وجرمه القانون

تابع راديو الشمس

تعذيب الزوجة.. حرمه الشرع وجرمه القانون

تعذيب الزوجة.. حرمه الشرع وجرمه القانون
تعذيب الزوجة أو ممارسة العنف ضدها تحول الى مشهد متكرر في المجتمعات العربية والأجنبية على حد سواء

الدين الإسلامي وغيره من الأديان السماوية يحرمون تعذيب الزوجة أو تعرضها الى أي أذى، سواء نفسي أو جسدي أو معنوي، فما بالنا بالممارسات العنيفة التي يمارسها بعض الأزواج ضد زوجاتهم في عصرنا الحالي رغم التقدم التكنولوجي والتحضر الذي تشهده أغلب المجتمعات.

الاسلام حرم تعذيب النفس فما بالنا بـ "تعذيب الزوجة" الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالمودة والرحمة في تعاملنا معها واحترامها ومعاشرتها بالحسنى كما جاء في قوله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون". ولكن هناك بعض الأزواج يستغلون ما جاء في قوله تعالى "الرجال قوامون على النساء"، وقول الله تعالى أيضًا "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا سبيلا إن الله كان عليا كبيرا" لتبرير تعذيب الزوجة أو ضربها وممارسة العنف ضدها لعدم فهمهم الصحيح للدين.

ويفسر علماء الدين قوامة الرجال على النساء لأنه الأجدر بحمايتها والمسئول عن الإنفاق عن المنزل، أما فيما يخص الزوجة الناشز فهى التي لا تحترم زوجها وترفض معاشرته وهنا فالضرب أو الهجر الحل حتى تعود هذه الزوجة لصوابها، ولكن الضرب هنا لم يشمل التعذيب الذي قد يمارسه بعض الأزواج. وفي ذات السياق أغلب الدساتير في المجتمات العربية أو الغربية جرمت التعذيب، منها الدستور الحالي المصري والذي نصت المادة 52 منه على أن "التعذيب بجميع صوره وأشكاله جريمة لاتسقط بالتقادم" ولا يفوتنا أن تعذيب الزوجة أو المرأة بوجه عام يندرج تحت جرائم التعذيب.

وتعذيب الزوجة ليس آفة المجتمعات النامية فقط، ولكنها منتشرة في المجتمعات المتحضرة والمتقدمة أيضًا، لأن هناك بعض الأزواج الذين يعتقدون أن التعذيب أو ممارسة العنف ضد زوجاتهم هي لغة التخاطب معها لفرض شخصيته عليها وقمعها ومنعها من المطالبة بحقوقها. فبعض الأزواج لديهم هذا التفكير الذكوري المتخلف، فيلجأون الى تعذيب الزوجة بديلا عن الحوار معها بوسائل الحوار الطبيعية، ليشل حركتها وطاقاتها، ليجبرها على الخضوع لطلباته وأوامره.

وقد تكون الزوجة نفسها السبب في ممارسة التعذيب أو العنف ضدها نتيجة خضوعها واستسلامها وتسامحها وخضوعها وموافقتها على الاستمرار مع زوجها رغم ما تجده من مهانة وتعذيب وعنف خوفًا من فزاعة الطلاق أو تنفيذًا للمثل الشعبي الذي يقول "ضل راجل ولا ضل حيطة"، وهنا نقول لهذه الزوجة ضل الحيطة أهون من هذه المهانة التي تتعرضين لها. وقد تلعب تنشئة بعض الأزواج دورًا في غرس مبدأ تعذيب الزوجة، إذا كان هذا الزوج قد تربى على رؤية والده وهو يضرب والدته لينشأ على عدم احترام المرأة وتقديرها واستصغارها، فيتعامل معها بشكل عنيف.

وقد تكون النظرة الذكورية في بعض المجتماعات النامية أحد أسباب تعذيب الزوجة والتضليل من مكانتها ودورها مقابل تكبير وتحجيم الذكر ودوره الى جانب التضحم الاقتصادي ومشاكل الذي يكون مطالب للزوجة أن تتحمل عصبية زوجها وإهانته لها وتعذيبها في بعض الأحيان. وينبغي أن نؤكد أن الزواج هو وثيقة اختار اثنين أن يكون المودة والرحمة والاحترام أساس لها، فإذا غاب أحدها حدث خلل في هذه الوثيقة التي لا مكان للعنف أو التعذيب فيها.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول