الحياة الزوجية هي رباط وثيق بين أي زوجين ويجب أن يكون هذا الرباط مبني علي التفاهم والتماسك من أول يوم ولذلك ينبغي على كل من الزوج والزوجة أن يتفهما ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات. فالزوج هو عمود كل أسرة ليس فقط لأنه مصدر الإنفاق ولكن أيضا لأنه يشترك مع زوجته في رعاية أبنائهم ويقوم برعاية زوجته أيضا وحماية أسرته من أي مخاطر يمكن أن يتعرضوا لها.
ونجد أن مهمة الزوج تبدأ منذ بداية الزواج، حيث أنه يقوم برعاية زوجته وحمايتها والاستماع إليها عند أي شكوى ومعاملتها بالحسنى كما أوصت الديانات السماوية فجاء في القرآن الكريم ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (سورة الروم: الآية 21 ).
وعندما تمر الزوجة بفترة الحمل تحتاج إلى رعاية خاصة من الزوج وأن يظل بجانبها ويدعمها ويخططا لمستقبل طفلهما من قبل أن يأتي للحياة، ليجد أسرة سعيدة مطمئنة ولكي يكون هناك تفاهم بين الزوجين. وعندما يصبح الزوج أبا تزيد مسئولياته وواجباته تجاه أسرته فالأطفال يحتاجون إلى الشعور بالأمان ويرون في والدهم البطل ويتمنون أن يصبحوا مثله في كل شيء ويحاولون تقليده، لذلك ينبغي على الأب أن يكون قدوة حسنة لأولاده.
وقد أظهرت الدراسات أن الطفل الذي يفتقد إلي الأمان والاستقرار داخل أسرته تتكون لديه العديد من الصفات السيئة مثل الكآبة والميل إلى العنف وشعوره بالخوف والاضطراب والكثير من الخلل السلوكي في شخصيته. وكلا يتقدم الأولاد في السن يصبح على الزوج أعباءاً أخرى سواء كانت أعباءاً مادية أو أعباء تربية الأبناء ومتابعة سلوكهم، لذلك يجب أن يكون متفهما لكل هذا وأن يمنحهم الاستقرار النفسي والهدوء الذي يكون مدعما لهم في تكوين شخصيتهم.
ويجب علي الزوجة أن تشرك الزوج في جميع أمور المنزل وألا تجعل دوره مهمشا داخل البيت وأن تطلعه علي كل المسائل التي تخص أبنائه لكي يستطيع حلها إذا لزم الأمر لكي لا تتكون فجوة بينه وبين أبنائه. وينبغي علي الزوج أيضا أن يتقاسم الهموم مع زوجته وأن يدللها ويعمل علي راحتها بين الوقت والآخر لكي تشعر أن لها من تلجأ إليه في هذه الحياة، كما أن طاعتها له واجبة أيضا، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه".
وفي النهاية يجب أن يسود التفاهم والمودة بين أي زوجين لكي تكون بينهم حياة سعيدة وآمنة ويستطيعا تربية أولادهما بطريقة صحيحة.