إن قيام الأم بـ حمل الأطفال الرُضع أمر في غاية الأهمية، فهو يُشعر الطفل بالأمان والسعادة والاطمئنان، كما يساعده على الهدوء والاسترخاء، فقد أوضح المركز الاتحادي للتوعية الصحية بألمانيا أن الطفل يشعر بالطمأنينة عندما ينام على أحد ذراعين الأب أو الأم، في حين أن يكون الذراع الثاني مُدعمًا لـ أقدامه وظهره.
وفي ذات السياق، فإن بعض الأمهات تُصاب بالحيرة والخوف من مسألة حمل الأطفال الرُضع، ذلك لأن أجسادهم تكون في منهتى الرقة والنعومة، لذا يجب أن يُراعى أن تكون رأس الطفل مسنودة أثناء حملِك له، فالطفل الرضيع يكون غير قادرًا على التحكم في حركة رأسه، ولذلك لا تخافين إذا مالت إلى الخلف. وأوضح المركز الاتحادي أنه لا يُفضل حمل الأطفال الرُضع من تحت الإبط، لأن هذه الطريقة تتسبب في جعل الطفل يرفع كتفيه لأعلى، في حين أن ظهره يكون مُنحني للخلف.
إن حمل الأطفال الرُضع على البطن مهارة يجب أن تساعد الأم طفلها أن يكتسبها، ولكن بعد أن يتخطى عمر الطفل الأربعة شهور الأولى، فهي طريقة تساعده على رفع ظهره إلى أعلى. كما تعد الحمالات الأمامية إحدى الوسائل الآمنة لحمل الطفل، مع مراعاة أن تنظري إليه دومًا، حتى لا يشعر بالخوف من هذه الطريقة الجديدة لحمله، فـ كلما كان الطفل صغير السن وقليل الوزن، كلما أمكن حمله بسهولة. يُنصح بعدم استخدام هذه الحمالات مع طفلك في المطبخ، حتى تتفادي احتمالية ملامسة الطفل لأي أدوات ساخنة ولو عن طريق الخطأ.
وبعد الانتهاء من حمل الأطفال الرُضع، وعند محاولة إنزاله من على يديكِ، حاولي أن يكون ذلك بطريقة سليمة مناسبة، حتى لا تسببي للطفل أي أذى أو ضرر، فـ انحني به إلى أسفل حتى تضعيه على السرير، ثم اسحبي يدكِ من تحته بهدوء، واحذري أن تنهضي من جواره فجأة، فذلك قد يُصيبه بالهلع والبكاء. أما عند الأطفال الأكبر سنًا، فالأمر يصبح أكثر سهولة عن حمل الأطفال الرُضع، وذلك لأنك ستحمليه من تحت ذراعيه، وستسنديه بيدك أو على وسطك.
على الجانب الآخر، أكد أطباء الأطفال أن تعويد الأم على حمل الأطفال الرُضع عادة ليست صحية، فهي بالرغم من مزاياها، إلا أن الإكثار منها يسبب للأم التعب والإرهاق، ويشكل عبئًا إضافيًا عليها، لأن الطفل في ذلك الحالة يصبح لا يمكن تركه بعيدًا عن يد أمه، وإلا سيتخدم سلاحه الوحيد للتعبير عن الغضب وهو البكاء، فيضطر الأم إلى حمله من جديد. وفي هذه الحالة، يصبح من الصعب جدًا على الأم التخلص من عادة حمل الأطفال الرُضع، ولذلك فعلى الأم أن تُعود طفلها أن هناك وقتًا للحمل والشيل، ووقت للعب والانطلاق في الأرض.
هذا وقد أكدت الدراسات أن الوقت الذي يبدأ فيه الطفل يتعلق بحمل أمه له هو نفس الوقت الذي يكتشف فيه العالم من حوله، ومن ثم كان واجبًا على الأم أن توازن بين الأمور، وألا تجعل طفلها يربط بين البكاء وبين حملها له.