رغم كونه فيلمًا عن الحرب العالمية الثانية، إلا أن مخرج الفيلم، انطونيو بابونا، قد تناول تلك الحرب من منظور مختلف، حيث اهتم "بابونا" بشكل أكبر بتصوير الجانب النفسي وما يعاني منه جنود الحرب أثناء فترة النزاعات بينهم وبين طرف النزاع الآخر، وليس التركيز على نقل وتصوير الحرب ذاتها.
تداولت الكثير من المواقع المهتمة بمشاهير الفن، في آخر الأخبار الفنية، معلومات عن ما حققه الفيلم من أرباح، إلى جانب سرد نبذة عن قصته، وأبطاله، سنلخص فيما يلي أهمها ..
تدور قصة الفيلم حول الدبابة الألمانية "فيوري" من طراز "شيرمان"، والتي باتت لدى مجموعة من الجنود الأمريكيين بعد أن أستولوا عليها من الجنود الألمان، تتطور الأحداث بالفيلم سريعًا، ليُكلف هؤلاء الجنود، وعددهم 5 أشخاص، بقائدهم "دون وردادي كوليير"، الجنرال براد بيت، بمهمة انتحارية، مستغلين تلك الدبابة -التي كتبوا على جميع مدافعها كلمة "فيوري"، تعبيرًا منهم عما يكمن داخلهم من مشاعر الغضب!- في أداء مهمتم المذكورة.
قرر مؤلف الفيلم، ستيفين نايت، أن يجمع في تلك الدبابة بين مجموعة من الجنود المتناقضين، والمختلفين في سماتهم الشخصية واهتماماتهم، ففي الوقت الذي استعان فيه المؤلف بـ "بايبل"، الجندي ذو النزعة الدينية، المعتاد على الترتيل من كتابه المقدس "الإنجيل"، استعان أيضًا بـ"جوردو"، الجندي القائد لفيوري، والدائم التعاطي للكحول.
وفي هذا السياق، أشارت آخر الأخبار الفنية المتعلقة بـ"بيت" وفيلمه الجديد، أن شخصيته بفيوري جسدت مجموعة من التناقضات، لاسيما التي يتعرض لها أي جندي يمر بتلك الظروف، حيث كان "وردادي" يظهر تارة كقاتل عنيف لا رحمة عنده ولا إنسانية، قاس جاف المشاعر، ليستطيع بذلك فقط التغلب على ظروف الحرب والبقاء للنهاية، وتارة أخرى كان يظهر في منتهى الإنسانية، ولكن بالتأكيد عندما يكون بعيدًا عن نزاعات الحرب وعنفها.
حقق الفيلم أرباحًا كثيرة زادت عن 46 مليون دولارًا، فكان بذلك قد حقق أعلى الإيرادات بالسنيما الأمريكية، ورغم هذا إلا أن ذلك لم يكن شيئًا بجانب ما تم إنفاقه من مصروفات على هذا الفيلم، حيث أكدت آخر الأخبار الفنية المتناولة لهذا الموضوع، أن الفيلم قد وصلت ميزانيته لـما يزيد عن 75 مليون دولارًا. ولأن الفيلم يتناول حدثًا تاريخيًا هامًا كالحرب العالمية الثانية، فكان من الطبيعي أن يخضع للمراجعة، والتي حصل في تقييمها على 63 من 100، كانت تلك المراجعة شاملة لأبطال الفيلم، وأدائهم، وعلى رأسهم: النجم العالمي، براد بيت، وكلًا من لوجان ليرمان، وشيا لابوف، وسياق أحداث الفيلم ككل.
أما فيما قيل عن الفيلم وتقييمه، فقد أشاد الناقد الفني "تود مكارثي"، بأن "فيوري" فيلم جيد عن الحرب العالمية الثانية رغم كونه مبالغًا في التركيز على مشاهد العنف، مشيرًا إلى أن الفيلم يعكس بقوة أجواء وظروف الحرب بعيدًا عن النظرة التوثيقية للأحداث، كان ذلك في الوقت الذي انتقد فيه الناقد "إيه سكوت" نمطية "فيوري" –على حد وصفه-، حيث قال: الفيلم يقدم صورة قديمة الطراز ونمطية ولكن القصة بها الكثير من عوامل الجذب للمشاهدين.