أباح الرسول صلى الله عليه وسلم إمكانية الكذب على الزوجة إذا كان في هذا الكذب مصلحة لها أو إزالة أذى نفسي أو عضوي عليها أو حتى لا تتوتر العلاقة بينهما ويكون نتيجتها الطلاق وتشرد الأبناء لا سمح الله، كما جاء فى حديثه النبوي الشريف: " لا يحل الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس".
وعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيرًا وينمى خيرًا" وقالت أيضًا " ولم أسمعه، أي الرسول صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها".
وقد حدد علماء دار الإفتاء عدة ضوابط في الكذب على الزوجة تتمثل في وجود الضرورة أو الحاجة والتي لا يمكن تحقيقها إلا بالكذب، وألا يترتب على هذا الكذب أمر محرم شرعًا، أو أن يكون الكذب يتعلق بأمر المعاشرة الزوجية وحصول الألفة بينهما، وذلك كأن يستعمل الكذب لإظهار الود والمحبة والوعد أو لإصلاح خلق زوجته. أي أنه يجوز الكذب على الزوجة إذا كان الزوج يقوم بهذا الكذب ليحافظ على شعور وأحاسيس زوجته في حال تزوج عليها لأنها لا تسطيع الإنجاب وهو لا يريد إيذاء مشاعرها، ففي هذه الحالة الكذب جائز طالما أنه لمصلحة الزوجة.
فالأصل في الكذب على الزوجة هو أن يكون هذا الكذب لا يسقط حقًا من حقوقها أو أخذ ما ليس له، فلا يجوز أن يكذب الزوج على زوجته من أجل أخذ مالها أو التسبب بالضرر لها أو بغرض إبعادها عن أهلها. ويمكن أيضًا الكذب على الزوجة إذا أراد الزوج إظهار الود والمحبة لزوجته بغرض دوام الألفة واستقرار الأسرة فيما بينهما كأن يقول لها "أنتي أغلى الناس على قلبي، أنتي أجمل النساء في عيني، أنتي حياتي وأحب الناس اليّ"، وغيرها من عبارات الإطراء والمدح التي تزيد الحب فيما بينهما.
ولكن لا يجوز اعتياد الكذب على الزوجة لمجرد أن يريح الزوج نفسه من طلبات زوجته أو لإخفاء خيانته لها أو لمنع نفقتها الواجبة عليه بإخفاء ماله عنها لأن هذا أمر غير مطلوب في العلاقة بين الزوجين لأنه في النهاية سيقود علاقتهما معا الى الانفصال والطلاق لا قدر الله. ولا ننصح الأزواج بالكذب على زوجاتهم في كل الأمور لأن الكذب قد يؤدي في النهاية الى هدم الثقة بين الزوجين، فالزوج الذي يتفنن في الكذب على زوجته يهدم جدار الثقة بينه وبين زوجته ويحول السعادة الزوجية الى شقاء ونكد لن ينجو منه أبدًا.