إن العلاقة الزوجية علاقة مقدسة أقرها الله علينا، قال تعالى "ومن اياته أنْ خَلَق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إنَّ في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون"، هي علاقة مودة ورحمة بين كل زوجين، فالعلاقة الزوجية التي أقرها الله بين الزوجين ونصت عليها الشريعة، تقوم فيما فيها على الراحة والحب والسكينة، الهدوء والعطف هم أسمى ما فيها، فلا يجب أن تخلو العلاقة الزوجية من الحب والراحة النفسية والجسدية، ويأتي ذلك حينما يُحسن الزوج مُعاملة الزوجة وإحترامها.
وهناك اّداب وتوصيات حثنا عليها الإسلام كي تكون الحياة والعشرة طيبة بين الزوجين، ويستطع الزوجين الحصول على الاستقرار والراحة والدفء الأسري حينما يصغى كل منهما إلى واجباته ويعي كيفية تنفيذها والاهتمام ببيته والحفاظ على حياته.. يجب هنا على الزوجة الالتفات إلى راحة زوجها وعلى الزوج أيضًا ان يعي كيف تكون معاملة الزوجة وحماية بيته.
وكما أنه من حق الزوج على زوجته ألا تخرج عن طوعه، وألا تخرج دون إذنه، وأن تخبره بكل شيء ولا تخبيء عليه شيء، وألا يكون هناك بينهم أسرار، وأن تعطيه حقوقه الشرعية والجسدية، وألا تنفره ولا تعصيه، وألا تفضل أحدًا أو شيء عليه، فإن أيضًا للزوجة حقوق يجب على الزوج أن يعرفها ويهتم بها وتعتبر أهمها هو حسن معاملة الزوجة. يجب أن يعلم كل رجل أن المرأة بما فيها من عصبية أو أمور ربما تظهر قبحًا فيها، إلا انها في النهاية هي ربة البيت وسيدة الأسرة، ترعى الزوج والأطفال، تطعم زوجها وتصغى لاّلامه، تقف بجانبه في السراء والضراء، تتحمل العناء والتعب والمشقة مقابل راحة أهل بيتها.
لا يجب أن يتحول الحب فيما بينهم إلى نفورا، يجب أن يراعي كل طرف حقوق الطرف الاّخر، ويجب على الزوج أن يكون قائد دافته في بيته، يتخذ من القرارات والأمور ما يجعل البيت في سعادة، فإظهار حب الزوج لزوجته هو أساس الحياة السعيدة بينهم، و معاملة الزوجة بحب تجعلها إمرأة مُطيعة مُحبة حنونة على زوجها، أما إذا كان العناد هو السائد فتكون الحياة صعبة مريرة بين الزوجين.
المُشاركة بين الشخصين.. يجب على الزوج أن يشارك زوجته في قرارته، لا يكون منفردًا دومًا بالقرار، يجب وأن يعطيها قدرًا من الاحترام لرأيها ويشاركها في حياته، فالحياة بينهم مُشاركة لا مُغالبة، لا يجب أن ينفرد أحدهم بكل ما يختص الزواج، وكأن الطرف الاّخر هو تابع له لا يمكنه أن يشارك برأيه، فإن معاملة الزوجة بطريقة الأمر قد تنعكس غالبًا بالسلب، خاصة في ظل التحرر الذي نعيشة الاّن، فلا يجب أن تكون الأمور إجبار، فقد حدثنا الرسول قبل ذلك عن أهمية المشاركة حينما قال صلى الله عليه وسلم "وأمركم شورى بينكم"، في دعوة منه عليه الصلاه والسلام إلى مشاركة بعضنا البعض للقرارات الحياتية، فما بالك بزوجتك وهي أحق لك بالمشاركة من غيرها.
السيطرة على الغضب.. لا يجب وأن يخرج الزوج عن حدود الأدب واللباقة أثناء غضبه من زوجته، وأن يعي تمامًا أنها ليست جاريته بل إن ما يربطهم حب ومودة وإخلاص، وإن معاملة الزوجة بأدب وإحترام شخصيتها وعدم إهانتها بحجة الغضب الذي ينتاب الفرد، ولكن يجب في غضبك أن تبتعد حتى تهدأ وتعود لحل مشكلتك مرة أخرى، فالإهانة لا تولد إلا حزن يتراكم داخل المرأة وكرهًا فيما بعد، فلا يجب أن يهين الزوج زوجته مهما كانت الأسباب.
الضرب.. يجب أن يمتنع الزوج تمامًا عن فكرة ضرب زوجته، فإن معاملة الزوجة بلين هو أهم أسباب نجاح الحياة الزوجية والعيشة السعيدة بينهم، ولكن يجب وأن يتم النقاش بإسلوب جيد، وأن يسيطر الرجل على أعصابه وما يفعله، لا يجب وأن يهزأ بها ويجرحها وأن يضربها نهائيًا. فإن العنف تجاه الزوجة يكسرها ويقهرها ويكسر رباط الحياة الزوجية بين أي زوجين، لذلك بإنه من الممنوعات أن يقوم الشخص بضرب زوجته واستضعافها.
الراحة.. تحتاج كل إمرأة إلى أن تختلي بنفسها وترتاح، فإن قسطًا من الراحة يكفي كي تعيش المرأة سعيدة، خاصة أنها متقلبة المزاج بسبب هرموناتها الجسدية وما تمر به من متاعب تغير حالتها النفسية، كما أن أيامها في الدورة الشهرية تجعلها تفقد أعصابها وتتوتر قليلًا، لذلك يجب عليك معاملة الزوجة بلين وإراحتها في تلك الأيام، ردًا بسيط لما تقوم به من أعمال في أيامها العادية، فهي ليست من حديد.