إن العلاقة الزوجية هي إحدى المقدسات التي نصت عليها اّيات القراّن والسنة وجميع الكتب السامية، فقد حثنا الله على أن تكون العلاقة الزوجية من المقدسات لنا بعد علاقتنا بالله وحسن عبادته، فقد قال الله تعالى " و من آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، وأوصى دومًا على حق الرجل على زوجته، وحقها عليه.
وقد قسمت الحقوق والواجبات بينهم ليكون حق الرجل على زوجته في أشياء عدة..
- حق الطاعة.. يجب على الزوجة طاعة زوجها وأن تدرك كيف تفعل ذلك بما يتماشى مع تعاليم الاسلام، فقد أوصى الرسول بذلك مرارًا وتكرارًا، وأكد على كون العلاقة الزوجية مقدسة وحق الرجل على زوجته في طاعة أوامره بعد طاعه الله، وقد أوصى بأن تطيع زوجها فيما أُمرت إلا في معصية الله، فهي ليست طاعة عمياء، بل يجب وأن تدرك كل شيء بعقلها أيضًا. كما أن في طاعة زوجها راحة وحب وطمأنينة، وتجعله يشعر بحبها له.
- الرضاء.. يجب وأن تكون الزوجة راضية على تصرفاتها في بيتها وفي علاقتها مع زوجها، لايجب أن تنفر منه أو تعامله معاملة سيئة، أو أن تعتقد أن الحياة بها أكثر من كونها تكون له ومعه وبه، بل يجب وأن تعرف الزوجة حق الرجل على زوجته في رضاها بحياتها، ولا مانع من أن تتمنى دومًا حياة أفضل، بل عليهم أن يسعوا لذلك معًا وأن تكون الحياة هادئة طيبة بينهم لا تحمل بغض من طرف على اّخر.
- القناعة.. على الإثنين أن يحلما بتحقيق ما هو أفضل دومًا في حياتهم، ولكن لا يجب أن تنسى الزوجة القناعة، فمن حق الرجل على زوجته أن يجدها قنوعة بما لديه، لا يجب وأن تشعره أنها تريد دومًا المزيد وما هو ليس في مقدوره، بل يجب أن تعي قدرات زوجها وتتصرف من خلالها وعلى حسب ما لديه من امكانيات.
- الإحترام.. يجب وأن تحترم الزوجة زوجها لأبعد الحدود، وأن يكون هو لها في مكانة مقدسة من بعد الله عز وجل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح أن يسجد بشر لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو أن من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم أقبلت تلحسه ما أدت حقه"، لذلك يجب أن تكون الزوجة على وعي بـ حق الرجل على زوجته في مثل هذا الاحترام والقداسة.
- الثقة.. يجب وأن تثق الزوجة في زوجها وتجعله يثق بها، فكسب ثقة الرجل ليس أمرًا سهلًا، على الزوجة أن تدرج حق الرجل على زوجته في الثقة، يجب أن تكون هي مكانه الاول والأخير في الثقة، وأن تكون بئر أسراره ومكان حموله وكلامه واحتياجاته دومًا.
- الحب.. يجب وأن تعي المرأة أن من حق الرجل على زوجته أن ينعم بالحب في بيته، يجب وأن يكون البيت مليء بالحب والراحة للرجل الذي يعمل من أجلهم، وأن تحترم حقه في شعوره بان إمرأته تحبه من قلبها، وأنه يعمل ويتعب من أجل سعادة إمرأة تبحث عن سعادته.
- الحقيقة.. يجب وأن لا تكذب الزوجة على زوجها، فمن حق الرجل على زوجته أن يكون الصدق بينهم حياة، وأن تقول له دومًا كل شيء وتشاركه مشاكلها وحياتها وكل مرحلة وخطوة تخطوها، ولا يجب وأن تكذب عليه وتفقده الثقة بها، لان ذلك يدمر الحياة الزوجية ويجعلها صعبة مليئة بالكره والحقد والمشكلات.
- ألا تخرج دون إذنه.. لا يجب وأن تخرج الزوجة من البيت دون أن يعلم زوجها بذلك، بل يجب وأن تكون على دراية وعلم بانه من أهم حق الرجل على زوجته أن يعلم بكل خطوة تخطوها، وإنه لمن الحرمانية وما يُحملها ذنوبًا كثيرة أن تخرج من البيت دون أن يعلم زوجها بذلك.
- السيطرة على النفس.. وذلك بأن لا ترفع الزوجة صوتها على زوجها وان تحترمه وترعى كونها إمراته ولا يجب عليها ان تنفجر في غضبها منه، بل يجب وأن تعي كيف تتصرف في كل الأوقات، وتطلب ما تريد بهدوء واحترام دون تشدد وتعنت، ولا تكن مغرورة وإن هذا هو حق الرجل على زوجته أن يجدها إمرأة تتمتع بالصبر.
- الصبر.. لا يجب أن تكون الزوجة مُلحة مُصرة على طلبها، فإن من حق الرجل على زوجته أن يجدها صبورة على طلبها ومُهذبه فيه، لا يجب وأن تظهر الزوجة وكأنها لا تراعي زوجها في كثيرة الطلبات والالحاح عليها ولكن يجب أن تكون صبورة تحترم قدراته المادية على تحقيق متطلباتها.
- ترك العناد.. لا يجب أن تكون الزوجة عنيدة مُصرة على رأيها دومًا بل يجب أن تشارك زوجها وتهتم برأيه، وأن تكون مُطيعة له ولأوامره، ولا تستخدم العند كي لا تدمر حياتها الزوجية، فمن حق الرجل على زوجته أن تترك العند وتطيعه وتفي بالوعد معه.
- حسن تربية الأبناء.. يجب وأن تعي الزوجة أن حق الرجل على زوجته في تربية أبناءه تربية حسنة، تربية اسلامية، وأن تعلمهم كيف يتعاملون مع الجميع وحق أبائهم عليهم، وان تحترم تلك الثقة التي يوكلها لها الزوج.
