يُعرف نشوز الزوجة على أنها الزوجة العاصية لزوجها والتي تمتنع عن أداء حقوق زوجها أو تسيء معاملته وتتكبر عليه وتعصيه بمبرر أو بدون مبرر وتقصر في واجباتها تجاهه وتسئ عشرته وكأنها تعالت عما فرضه الله عليها من طاعته.
ويُعرف الدين الإسلامي نشوز الزوجة على أنها من تترفع على زوجها وتبغضه وتهجر فراشه ولا تتزين له وتخرج من بيته بغير إذنه ولا تطيعه في المعروف ولا تسمع له أمرًا وتترك صلاتها وزيارة من منع من زيارته وقصد الأماكن التي نهى عنها والسفر بلا إذنه.
وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء نشوز الزوجة:
- ربما تكون هذه الأسباب داخلية لها علاقة بها تتمثل في سوء خلقها الناتج عن عدم تلقيها التربية السليمة من أهلها أو تدليلها الزائد من أهلها ومن زوجها وتلبية كل طلباتها والذي يؤدي في النهاية الى نشوزها.
- إحساس المرأة بنفسها وذاتها ووصولها الى مكانة مرموقة في عملها قد يكون أحد أسباب نشوز الزوجة بعد إصابتها بالغرور الذي يدفعها الى التكبر على زوجها وعدم الاستماع الى كلمته وإساءة معاملته داخل البيت أو خارجه وأن تمنع نفسها عنه وترفض معاشرته الزوجية.
- بعض الأفكار التي تفسرها المرأة بصورة خاطئة قد تكون سببًا في نشوز الزوجة خاصة المتعلقة بالمساواة بين الرجل والمرأة فيؤدي ذلك الى رفضها طاعته والقيام بواجباته عليها أو ربما نتيجة عدم وعيها بأهمية طاعة زوجها كما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".
- ولكن هناك بعض الأسباب الخارجية التي ربما تكون سببًا في نشوز الزوجة، فقد يكون الزوج نفسه هو السبب بسبب سوء معاملته لزوجته وتعمد إهانتها وتقصيره في حقها وعدم مراعاة حدود الله في علاقته معها ورفضه لأى محاولات الصلح بينهما وهو ما يجبرها الى أن تكون ناشزًا لأنها ضاقت في حياتها معه.
- وربما يكون هناك أطراف خارجية تحرض على نشوز الزوجة على زوجها سواء من أهلها أو أخواتها أو المقربين لها أو حتى رؤيتها لوالدتها وهي تتعامل مع والدها ليترسخ بداخلها أن هذه هي العلاقة الطبيعية بين الزوجين.
ويمكن علاج نشوز الزوجة كما جاء في قول الله تعالى "اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا إن الله كان عليًا كبيرًا"، فالقرآن الكريم أجبر الزوج هنا على موعظة زوجته في الأول ثم أن يهجرها في الفراش، فلا يقيم العلاقة الحميمية معها كما أجاز بعض الفقهاء لمدة أسبوعين فربما تستجيب وترتجع عن هذا السلوك. ثم يأتي العقاب البدني أو الضرب ليكون الحل الأخير في علاج نشوز الزوجة بعد فشل الوعظ والهجر في تعديل سلوكها تجاهه رغم أنه غير محبب، ولكن يشترط في هذا الضرب أن يكون ضربًا خفيفًا لا يكسر عظمًا ولا يسم لحمًا ويتجنب الوجه.
وربما يلجأ الزوج في علاج نشوز الزوجة الى أهلها لعلهم يعظوها لترتجع عما تفعله أو يرفض الحديث أو الأكل معها أو الجلوس برفقتها في المنزل، ليوصل لها رسالة تعبر عن غضبه وسخطه لما تقوم به في حقه، فربما يساعد هذا في علاجها والحفاظ على البيت وألا يكون الطلاق النهاية للعلاقة الزوجية بينهما.