قد تصيب حالات الإعتذارات الدائم من قبل الزوجة حالة من القلق لديها والتوتر بسبب محاولاتها المستميتة دائماً لإرضاء زوجها في حين عدم مراعاته لهذا وعدم تكرار نفس المحاولات لإرضائها. تعود عدم محاولات الزوج إرضاء زوجته إلى عديد من العوامل من بينها تخوفه من الصد حيث يشعر الرجل عند محاولاته إرضاء زوجته وعدم إستجابتها بشكل سريع بأنه قد أهين لذا يتجنب الزوج الإعتراف بالخطأ ومحاولة إستعطافها لكي لا يشعر بضعف.
يخاف الزوج ويشعر بالقلق حيال محاولة مصالحة زوجته فالمرأة لا تنسى أخطاء الرجل فقد يترسخ في ذهن الزوج أن عدم إعتذاره لزوجته سيجعل خطأه لا يترسخ في ذهنها ويكون مجبر في المرة القادمة على الإعتذار. إن أفكار الرجل الشرقي الذي تربى وترعرع عليها قد يجعلها يتلاشي ويستكبر دائماً إعتذار الخطأ حيث أن مجتمعنا عادة ما يربي الرجل على ضرورة عدم تقديم الإعتذار للمرأة لكي لا تشعر بقوتها وتتعامل بنوع من التعالى فيرى الرجل أن إعتذاره يعد إنقاص من رجولته وذل رغم أن تلك العادات التى تم تربية الرجال والأزواج عليها خاطئة.
يخاف الزوج من أن يكون إعتذاره لزوجته تصبح تمثل لها عادة إذا ما أخطأ " الزوج " لا يحب أن يعترف بالخطأ او الإعتذار لأجله حتى وإن كان يعشق زوجته. يجب أن تحاول الزوجة عند حدوث مشكلات بينها وزوجها وعدم إعتذاره تفهم وإستيعاب تصرفه تبعاً للبيئة التى تربي فيها ونشأ بها، أن الإعتراف بالحق فضيلة ويجب أن يدرك كل زوج مدى أهمية هذه المقولة فأن الإعتراف بالخطأ لا ينقص أو يقلل من قيمة أى من الطرفين إلا أنه قد يساعد على تلاشى أزمة يمكن أن تحدث بسبب عدم تفهم الأزمة والتوضيح للطرف الأخر من خلال إعتذاره أنه تم إستيعاب حجم المشكلة .
ويجب أن يتفهم الزوجين أن العلاقة الزوجية قائمة على التفاهم والمحبة والمودة والرغبة في إستمرار العلاقة فأنه لا فرق في من يبدأ بالإعتذار أو من يعترف بالخطأ، وقد يكون هذا الإعتذار مجرد نظرة أسف يشعر بها الطرف الأخر فيحنو على شريكه. ويجب على الزوجين في حالة نشوب أي خلاف بينهما التخلي عن الإصرار والتكبر والعناد حيث أن بعض التنازلات قد تجعل الأمور تسير بشكل أفضل وطبيعي فأن الإعتذار ليس إهانة حيث يعد الإعتذار أقصر الطرق لإذابة جليد الخصام ومن المهم أن يلجأ الزوجان إلى الحوار والتفاهم. ويجب أن يدرك الطرفين أن الحياة الزوجية مؤسسة مشتركة يدخلانها بإرادتهما وعليهما بذل المستحيل لنجاح تلك الشراكة.