كان للأداء الصوتي للـ"الفنانين السوريين" بالغ التأثير في نجاح المسلسلات التركية المدبلجة التي غزت الوطن العربي ابتداءً من مسلسل "نور" الذي كان بوابة عبور المسلسلات التركية المدبلجة الى جميع دول الوطن العربي، حيث كانت فضائية "إم بي سي" المملوكة للمملكة العربية السعودية الرائدة في هذا المجال.
كان لنجاح الفنانين السوريين في أداء دبلجة مسلسل "نور" التركي هو جواز عبور المسلسلات التركية من بعدها، خاصة أن من قام بدور مهند بطل المسلسل "كيفانج" كان الفنان السوري مكسيم خليل الذي اعترف بندمه لأداء هذه الدبلجة، وأكد أنه لن يعمل مجددًا في دبلجة الدراما التركية، مطالبًا الأتراك بوضع تماثيل للفنانين السوريين في اسطنبول لأنهم السبب في نجاح هذه الدراما التي لم يكن يسمع بها أحد.
بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "نور" توالت المسلسلات التركية التي يقوم بدبلجتها الفنانين السوريين، وانتشرت مسلسلات مثل "سنوات الضياع" التي كانت تسرد قصة الحب الكبيرة بين لميس ويحيى ليكون هذا المسلسل بوابة مرور الفنانة "توبا" أو لميس كما عرفها المشاهد العربي لتتوالى عليها الإعلانات من بعدها، حيث شاركت في سلسلة إعلانات "بانتين" الشهيرة.
انتشرت بعدها المسلسلات التركية المدبلجة بواسطة الفنانين السوريين على نطاق واسع، حيث تسابقت القنوات العربية على التعاقد عليها لدرجة أن هذه المسلسلات أصبحت تعرض داخل الوطن العربي في نفس توقيت عرضها في تركيا.
ونفس الذي حدث مع شخصية مهند ولميس، اشتهرت أيضًا شخصية "سمر" الذي قامت بها الفنانة التركية بيرين سات في مسلسل العشق الممنوع مع مهند ثم دور فاطمة في مسلسل فاطمة مع كريم، ولكن كانت نكهة الفنانين السوريين حاضرة في هاتين الشخصيتين، حيث قامت بالأداء الصوتي لها الفنانة فاديا عزام وهى من مواليد عام 1979 وحاصلة على ليسانس آداب لغة فرنسية وشاركت في العديد من الأعمال السورية مثل "ندى الأيام، الاجتياح، الهاربة، صدق وعده، فنجان الدم، عابد كرمان".
بينما ترى الفنانة السورية لما الشمندي التي قامت بدبلجة شخصية "إيلين" في المسلسل التركي "ثمن عمري" و"ديالا" في "الأرض الطيبة"، والتي ترى أن دبلجة المسلسلات التركية لم تزد من شعبية الفنانين السوريين ولم تنقصها، حتى نصل الى الفنان السوري خالد القيش الذي اشتهر بشخصية "السلطان سليمان" في حريم السلطان، وكريم في مسلسلي "فاطمة" و"العشق الأسود"، وأنور في مسلسل "ويبقى الحب".
من جانبها أكدت الفنانة المصرية ألفت عمر أن أصوات الفنانين السوريين أنسب من المصريين في أداء دبلجة المسلسلات التركية، كون أن ملامح الأتراك قريبة من الشوام وهو ما يضفي الكثير من المصداقية على دبلجة هذه المسلسلات.
بينما أكدت الفنانة سمية الخشاب أن أداء الفنانين السوريين لدبلجة المسلسلات التركية حقق لهذه المسلسلات شعبية كبيرة، ولكنها ترى أن صوتها سيكون نشازاً إذا قامت بالدبلجة، في حين رأى الفنان حسين فهمي أن الدبلجة لا تناسب نجوم الصف الأول ولكنها أنسب لنجوم الصف الثاني.
فيما أشارت الفنانة رانيا يوسف أنها لا ترى أن دبلجة الفنانين السوريين للمسلسلات التركية أنقصت من شعبيتهم، كما أنها لا تمانع من أداء الدبلجة التي تراها فن رائع يحتاج الى مهارة كبيرة من قبل الفنان حتى يكون قادرًا على إحداث انسجام بين الصوت والصورة.
بينما اعتبر الفنان أحمد عز أن هذه الدبلجة اهانة له وإساءة لتاريخه، في حين أكدت أن الفنانة غادة عبد الرازق أنها لا تمانع من خوض تجربة دبلجة المسلسلات التركية على غرار الفنانين السوريين، بل تراها فرصة لإثبات قدرتها على الأداء الصوتي.
أما الممثل ناجي مخول المعروف بشخصية مصطفى باشا في مسلسل حريم السلطان وكذلك شخصية توفيق في مسلسل "انتقام"، أن الدبلجة التي قام بها الفنانين السوريين حققت لهم شعبية كبيرة خاصة أن دبلجة الأعمال التركية أصبحت مهمة لأن الدراما التركية أصبحت تعرض على شاشات كثيرة وعلى مدار السنة بعكس الدراما التلفزيونية العربية التي تعرض فقط في رمضان.