رحل عن عالمنا الفنان والممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وسياسيًا يذكّر بأن الفن يمكن أن يكون فعل مقاومة وذاكرة لا تُصادر.
وكان آخر لقاء لبكري مع راديو الشمس، حيث عبّر عن ألم الوقت الضائع في حياته الفنية قائلاً: "كان لازم أسابق مسيرتي… خسرت وقتي… اليوم عمري 72 سنة، عندي على الأقل 4-5 أفلام في رأسي ومش رح أعمل منهم ولا واحد… الزمن غدار، والله لو كان عندي 10 سنوات إضافية".
من هو محمد بكري؟
ولد محمد بكري عام 1953 في قرية البعنة بالجليل، وعرف منذ بداياته تحديات مالية كبيرة في تمويل أعماله، حيث كانت زوجته ليلى تدعمه من خلال قروض وأموال من البنك.
ورزق ستة أطفال، بينهم الممثلان صالح بكري وزياد بكري الذي برز في مسلسل "مكتب الأساطير".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
بدأ بكري مسيرته الفنية على خشبة المسرح المحلي، مشاركًا في عروض عدة، أبرزها مسرحية آرثر ميلر "مشهد من الجسر"، قبل أن ينتقل إلى الأفلام بإنتاجه الأول "من وراء القضبان"، وتوالت أعماله بينها "حنا ك"، "الغصن الأبرص"، و"حيفا".
كما أخرج فيلمه الوثائقي الشهير "جنين، جنين"، الذي أحدث صدمة ثقافية وسياسية، وأثار جدلاً واسعًا في أروقة الكنيست والمحاكم الإسرائيلية.
بكري يتعرض لملاحقة قانونية بسبب فيلم جنين جنين
تعرض بكري لملاحقة قانونية بعد فيلمه "جنين، جنين"، حيث رفع خمسة جنود إسرائيليين دعوى تشهير ضده، لكنها رُفضت في البداية، إلا أن المحكمة الإسرائيلية المركزية في اللد حظرت عرض الفيلم في إسرائيل عام 2021 وقررت حذف روابطه على الإنترنت ومصادرة جميع نسخه.
تعددت مواهبه بين التمثيل والإخراج والتأليف والإنتاج، حيث شارك في أكثر من 43 عملًا فنيًا، ونشط على مسارح هابيما في تل أبيب، مسرح حيفا، والقصبة في رام الله.
وكان يؤمن بأن الفن ليس ترفًا بل أداة وعي ومواجهة، وأن العمل الفني قادر على تحرير الإنسان.
وفاة الصوت الحر تاركاً إرث مستدام
برحيله، يفقد المسرح والسينما الفلسطينية صوتًا حرًا، لكنه يترك إرثًا مستدامًا، يذكرنا بأن الفن يمكن أن يكون موقفًا، وأن الإبداع قادر على تحدي القمع وصون الذاكرة الجماعية.
محمد بكري لم يكن مجرد فنان، بل كان شهادة حية على أن الفن الفلسطيني قادر على النضال والخلود في ذاكرة الشعوب.
اقرأ أيضا
بيت لحم تستقبل الميلاد.. بهجة العيد تعود إلى مهد المسيح رغم الجراح