"وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، فالعلاقة الناجحة هي تلك التي تقوم على مبدأ التعاون بين الطرفين، والحب والمودة التي يورثوها لأبنائهم فيما بعد، والعلاقات لا تنجح إلا بذلك وبمعرفة كل طرف حقوق الطرف الاّخر، فإن معرفة الزوجة حقوق الزوج وإدراكها لأهمية العمل بها لهو أمر هام لتحديد العلاقات بينهم واستكمال الحياة بسعادة وطمأنينة.
فاستخدام أي نوع من التجاهل لتلك الحقوق يعد جريمة يعاقبون عليها انفسهم فيما بعد، وتبدأ الخلافات في دوريات يومية حتى تزل الحياة أنفسهم بالكره والعداون. لذلك فإن مراسم بدء الحياة الزوجية السعيدة تبدأ بوعي كل طرف كيف تكون المُعاملة السليمة مع الطرف الاّخر وما هي حقوق الزوج وكيف يحفظ الرجل حقوق الزوجة.
وتبدأ حقوق الزوج في أن تعرف الزوجة حق الطاعة منها لزوجها، فلا يجب وأن تعصى الزوجة أوامر زوجها فإن الرجل يعتبر ذلك العصيان بمثابة إهانة لكرامته، كما أن الكتب المقدسة والأديان السماوية قد حثت المرأة على طاعة زوجها الابتعاد عن مبدأ عصيانه.
ومن حقوق الزوج احترامه، فيجب على المرأة أن تحترم زوجها في وجوده وفي غيابه، لا يجب وأن تكون الحياة تافهة ولا يكون لها قواعد وسلوكيات معينة يتماشى معها الطرفين، فيجب أن تكن الزوجة لزوجها كل الاحترام، لا تدخل أحدًا بيته إلا بعلمه ومعرفته، وتحترم قدسية علاقتهما وتحفظ أسرارها ولا يجب أن يعلم احدًا مهما كان بتفاصيل علاقتها مع زوجها، بل يجب وأن تكون تلك الأشياء سرية بينهم، وكي لا يفقد الثقة فيها، كما يجب أن تحترم ثقته بها حينما أخبرها شيئ ما عن حياته.
ويجب على الزوجة أيضًا أن تحترم حب زوجها وتقدره بتفاصيل بسيطة تسعده وتقوي علاقتهم معًا، كانت ومازلت العلاقات القيمة لا تقدر بثمن، فعلى الزوجة احترام قدسية علاقتها مع زوجها، وأن تحترم إسلوب تعاملها معه كل الأوقات، ولا تكن إنسانة سيئة في طريقة تعاملها معه.. ويجب ألا ترفع الزوجة صوتها في وجه زوجها، فمن حقوق الزوج أن يجد في زوجته أدب التعامل معه، فلا يجب عند الحديث أن ترفع صوتها عليه مهما كان، ولكن ان شعرت بعدم قدرتها على استكمال الحديث بإمكانها أن توقف الكلمات بإسلوب مهذب وتستأذن الرحيل حتى يهدأ زوجها.
كما يجب وأن تكون العلاقات حاملة للمودة والرحمة فيما بينهما، فلا يجب على الزوجة أن تحمل زوجها فوق طاقته بطلباتها التي لا يقوى عليها، بل يجب وأن تتفهم قدراته وتطلب ما يستطع تقديمه لها، فمن حقوق الزوج على زوجته أن تشعر به ولا تحمله ما لا طاقة له به. وأنت تكون زوجة مُتفهمة للأمور، لا تغضب لعدم قدرته على شيء، لا تكن قاسية عليه في لحظات ضعفه. كما أن من حقوق الزوج على زوجته ان ترعى بيته وأولاده وحياته، وتكون أمينة عليهم، فلا يجب على الزوجة ان تكون مهملة فالإهمال يتعب زوجها ويضع حياتهم في خطر، ولا تخرج من البيت إلا بعلم زوجها. ويجب أيضًا على الزوجة أن تعمل على راحة زوجها، فعندما يعود الزوج يجب أن يجد بيته هادئًا ممتلىء بالراحة التي تجعله في سعادة ويجب عودته إلى المنزل دومًا.
ومن حقوق الزوج ان يجد زوجته دومًا جميلة، كوني جميلة حينما يعود زوجك، فمن واجب الزوجة ان تكون في كامل أناقتها وجمالها حينما يعود زوجها إلى بيته، يجد نفسه لديه القبول والاستعداد كي يجلس معها في بيته، فإن إهمال جمالك وشكلك قد يسبب لكِ مشكلات مع زوجك، فإن الرجل يحب أن يرى إمرأته دومًا جميلة وفي بهائها وشياكتها. شاركي زوجك مشكلاته، أشعريه بأن ما يقوله من مشاكل تخص عمله هي مشكتلك أيضًا وتضاهيكي في الاهتمام، ولا تجعليه يشعر بأنك غير قادرة على تحمل مشكلاته واّلامه، بل يجب أن يجدك السند وقت الشدة، والفرج وقت الضيق، والحب وقت القسوة. فإن السعادة هي مشاركة الحياة مع بعضكم البعض، مشاركة لا مغالبة، على أن تستمعوا لبعضكم في المشكلات، وتتشاركون حلها والحفاظ عليها، ولا يجب وأن تكون الحياة باردة بينهم، تهادوا تحابوا، قدموا لبعض الهدايا البسيطة، وتذكروا المناسبات، فإن ذلك يزيد الحب بينكم ويجعل للحياة قيمة ومعنى.