أوردت صحيفة "السياسة الكويتية" نقلا عن مصادر لبنانية أن "حزب الله" اعتقل 12 من كوادره وعناصره بتهمة العمالة للموساد الإسرائيلي بعد الغارة التي شنتها إسرائيل على موكب تابع له في القنيطرة جنوب سورية، في 17 يناير الماضي، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصره وقيادييه وضابط كبير في "الحرس الثوري" الإيراني.
وأوضحت المصادر الأمنية أن الحزب عمد بعد الغارة، بالتوازي مع العمل للرد عليها وهو ما حصل بعد نحو أسبوع في مزارع شبعا، إلى تكثيف تحقيقاته وتحرياته بهدف معرفة أسباب الخرق الذي أدى إلى استهداف الموكب في القنيطرة، مشيرة إلى أنه بعد فترة من ذلك اعتقل جهاز مكافحة التجسس في الحزب 12 عنصراً وكادراً بسبب وجود شبهات قوية بشأن تعاملهم مع الموساد.
ورغم أنها لم تؤكد أن لهؤلاء العملاء علاقة مباشرة بتسريب معلومات إلى إسرائيل عن موكب القنيطرة ما أدى إلى استهدافه، إلا أن المصادر جزمت بأن توقيف العملاء الـ12 تم بعد غارة القنيطرة بفترة قصيرة، مشيرة إلى أن "حزب الله" كشف العديد من الجواسيس في صفوف قوات النظام السوري التي يقود بعضها خلال المعارك، وعمد إلى تصفيتهم سريعاً، بخلاف العملاء في صفوفه، حيث يعمد إلى اعتقالهم في سجون سرية بمعاقله في لبنان، ولا أحد يعرف مصيرهم، وسط أنباء عن أن قسماً منهم يُنقل إلى إيران فيما تتم تصفية القسم الآخر بعد إيجاد فتوى "شرعية" لذلك.
وكان حزب الله اللبناني قد قام بإيقاف أحد مسؤوليه بتهمة العمالة لإسرائيل، قبل عدة أشهر، بعدما تبين أنه قام بإفشال "عمليات أمنية" خارجية للحزب ضد مصالح إسرائيلية. وأشارت المعلومات أن محمد شوربة تواصل مع الموساد الإسرائيلي في العام 2007 ولعب دورًا محوريًا في عملية الاغتيال التي طالت المسؤول الكبير في حزب الله عام 2008 بدمشق، عماد مغنية.
وثارت شكوك حزب الله حول وجود عميل في صفوفها بعد إحباط 5 عمليات للحزب كانت تهدف للانتقام لمقتل مغنية. ولم تعلن إسرائيل حتى اليوم مسؤوليتها عن مقتل مغنية، إلا أن حزب الله عاود واتهم إسرائيل بالهجوم في أكثر من مناسبة. وبحسب مصادر إعلامية في حينها تبين أن شوربة كان في الماضي مسؤولا عن الأمن الشخصي للأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله. وجاء اعتقال شوربة وأربعة آخرين بعد تعقبهم ومراقبتهم لمدة زادت عن ستة أشهر. وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قد نفى بأن يكون شوربة مسؤولا عن أمنه الشخصي.
وأفادت المعلومات في حينه أن شوربة شغل منصب المسؤول عن وحدة 910 في حزب الله، وهي الوحدة المسؤولة عن العمليات الخارجية في الحزب ضد أهداف إسرائيلية. وعمل شوربة بواجهة مدنية كوكيل سفر، وقد نجح الموساد بتجنيده خلال زيارات متكررة لدولة أسيوية. وكشفت مصادر مقربة من حزب الله أيضا أن محمد شوربة قد كشف للموساد عن نية الحزب اغتيال إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، كرد على اغتيال عماد مغنية.
وبحسب التقارير فقد كشف حزب الله أيضا عن عملاء آخرين يعملون لصالح الموساد الإسرائيلي داخل صفوف الحزب من بينهم محمد عمادار، الذي اعتقل في البيرو وبحوزته مواد متفجرة، وحسام يعقوب الذي أدين بالتخطيط لهجمات ضد سياح إسرائيليين في قبرص عام 2013 وداوود فرحات ويوسف عياد اللذان اعتقلا هذا العام في بانكوك بتهمة التخطيط لهجمات ضد سياح إسرائيليين