تتجه أنظار سكان الداخل الفلسطيني الى قرى مثلث يوم الارض والى النقب الصامد، حيث سيقومون بإحياء الذكرى التاسعة والثلاثين ليوم الارض، وأقرت لجنة المتابعة العليا مسيرات مركزية في دير حنا والنقب، وهذا سيكون يوم الاثنين القريب. وقد أجرى مراسل الشمس تقريرا يستطلع فيه آراء بعض المواطنين عن أهمية يوم الارض بالنسبة لهم.
تعود أحداث يوم الارض الى إقدام الدولة على مصادرة نحو 20 ألف دونم من أراضي سخنين، عرابة ودير حنا. وتحدث مراسل الشمس مع رجا اغبارية عضو لجنة المتابعة، حيث قال: "يوم الارض بالنسبة لي هو نقطة التحول التاريخية لفلسطينيي ال48 التي انتقلنا بها من مرحلة الدفاع الرسمي والقانوني الاسرائيلي المحتل الى مرحلة النضال الشعبي الذي قدم الشهداء والجرحى رفضاً للمصادرة ودفاعاً عن ارضنا العربية الفلسطينية التي تعرضت للاحتلال عام 1948م، وتم تسويغ احتلالها عبر عشرين قانون مصادرة من قبل الكنيست الصهيوني. نحن اليوم بأمسّ الحاجة لأيام ارض شبيهة باليوم الاول وليس احياءً للذكرى. فالمصادرة وهدم البيوت والقرى غير المعترف بها مثل العراقيب والاستمرار في مصادرة ما تبقى لنا من ارض في النقب وعدم اعادة المهجرين الى قراهم في الداخل هي اخطر من مصارة عشرين الف دونم عام 1976م. عاش يوم الارض الخالد. المجد والخلود لشهداء الارض الفلسطينية برمتها".
أما المحامي يونس بكر جبارين فقد قال: "يوم الارض هو يوم مهم في مسيرتنا النضالية في الداخل، حيث أنه يوم لأرضنا المغتصبة والمصادرة، نعيد العهد مع الارض في هذا اليوم، عهدا انتقل من الأجداد للآباء، الينا ومن ثم لأبنائنا، يوم الارض هو يوم الاصرار والتحدي في وجه المصادرات واغتصاب الارض، في هذا اليوم واجب علينا زياره قرانا المهجرة وأراضينا المغتصبة بصحبه ابنائنا وابائنا".
وقال المحامي قيس يوسف ناصر للشمس: "يوم الارض ليس ذكرى. بل هو حياة نعيشها باستمرار. فما زالت بلداتنا العربية تعاني أزمة الارض والسكن وما زال المواطنون العرب يعانون خطر الهدم والمحاكم والغرامات الباهظة وحتى السجن بسب البناء غير المرخص الذي يعود لانعدام مخططات هيكلية تمكنهم من الحصول على رخصة بناء بشكل قانوني. على المواطنين العرب والسلطات المحلية العربية والنواب العرب ان يثابروا بالمطالبة بحل قضية الارض والمسكن من اجل ازدهار بلداتنا العربية والبلاد عامة".
من جهته، قال الحاج وائل يونس من قرية عرعرة: "إننا لا ننسى ابدا ارض الآباء والأجداد مهما طال الزمان وعربد الاستيطان ، إنّ يوم الارض جاء لتخليد ذكرى الابطال البواسل اللذين تصدّوا للاحتلال باجسادهم وارواحم ، لنقول لهم لن ننساكم ابدا الدهر وانتم مخروطون في ذاكرتنا مهما طالت الاعمار وتبدّلت الاقدار، ولكنّ دفاعنا عن ارضنا مستمرٌ لا محال ما دام الاحتلال جاثمٌ عليه ، فمصادرت الاراضي واغتصابها بالقوّه لن يثنينا ولن ينسينا ارض الوطن، ارض العزّة والكرامة ! ولو ليومٍ واحد ، فقد تربّْينا انٌ شعب لا ارض له فلا حياة ولا وجود له".
وقالت صوفيا ابو زينة للشمس عن يوم الارض: "يوم الارض هو اكثر يوم يحثني على التمسك اكثر بأرضي، ومهما حصل هذه ارضنا وسوف تعود لنا في بوم من الايام، وعلى هذه الارض سيدة الارض، على هذه الارض ما يستحق الحياة، جميعنا سوف نقوم بإحياء هذا اليوم، وأقول لكم "ابوس الارض تحت نعالكم وأقول افديكم"".
أما جاد الله اغبارية فقد قال: "يوم الارض هو يوم نضالي كفاحي مفصلي في حياة الجماهير العربية الفلسطينية في اسرائيل، حيث تحدت هذه الجماهير في عام 1976 سياسية السلطة الظالمة التي ارادت مصادرة ما تبقى من أرض، كما وأكدت على حقها ووجودها في وطنها الذي لا وطن لها سواه، وقد فاجأ الاضراب الذي أعلن في بلدية شفاعمرو السلطة بالرغم من محاولات أعوانها من رؤساء سلطات محلية عربية بعدم الاضراب، لكن وقفة القائد توفيق زياد رئيس بلدية الناصرة ومعه عدد من الرؤساء الوطنيين أنجح الإضراب، بالإضافة الى أن الجماهير العربية كانت جاهزة للاضراب بالرغم من سياسية الترهيب البولسية والتي برزت في مثلث بلدات يوم الارض (عرابة، سخنين ، دير حنا)، لذلك نجاح الاضراب وتصدي الجماهير بصدور عارية وسقوط الشهداء جعل من يوم الارض يوم عالمي فكل عام يتم احياء يوم الارض الخالد ليس في اسرائيل فقط بل في جميع دول العالم بالاضافة أن يوم الارض هو حدث نضالي للشعب العربي الفلسطيني في الوطن والشتات".
بدورها، اشارت مرح اغبارية سكرتيرة الشبيبة الشيوعية في ام الفحم الى أن "يوم الارض مناسبة وطنية من الدرجة الاولى ويجب احيائها"، وقالت: "يوم الارض بالنسبة لكافة الشعوب المناضلة من أجل بقائها هو يوم تاريخي ومجيد، هو يوم نرى فيه صراع الماضي والحاضر من اجل اقتلاع كل شبر تحت قبضة الاحتلال، في هذا اليوم نشعر مثل حال شهيد استشهد بيوم الارض، كل يوم بالنسبة لنا هو يوم ارض، لأن الاخيرة هي عرضنا ويجب ان نصونها وبالتالي ان نعلم الاجيال القادمة عن اهمية الارض".