يعتبر الشاعر الفلسطيني محمود درويش أحد أبرز من ساهم في تطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، حيث قدم العديد من المؤلفات العظيمة منها "عاشق من فلسطين" عام 1966، "أحبك أو لا أحبك" عام 1972، "حبيبتي تنهض من نومها" عام 1970، "وداعًا أيتها الحرب"، "وداعاً أيها السلام" عام 1974، "لماذا تركت الحصان وحيدًا" عام 1995.
ساهم الشاعر والفيلسوف اللبناني روبير غانم في اكتشاف الشاعر الفسلطيني محمود درويش، عندما بدأ هذا الأخير ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار والتي كان يترأس تحريرها.
ولد الشاعر الفلسطيني محمود درويش في الثالث عشر من مارس من عام 1941 في قرية البروة التي تقع في الجليل قرب ساحل عكا، عُرف عنه ممارسته للعمل السياسي، حيث كان عضوًا بالمجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، كما له دواوين شعرية مليئة بالمضامين الحداثية.
خرجت أسرة الشاعر الفلسطيني محمود درويش برفقة اللاجئين الفلسطينيين في عام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، عندما شاب انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب مثل الإتحاد وأصبح فيما بعد مشرفًا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام.
ولأنه كان مهموم بقضية وطنه، قامت السلطات الاسرائيلية باعتقال الشاعر الفسلطيني محمود درويش مرارًا بداية من عام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام 1972، حيث توجه إلى للاتحاد السوفييتي للدراسة.
انتقل الشاعر الفلسطيني محمود درويش بعدها لاجئًا إلى القاهرة في ذات العام، حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم انتقل الى لبنان وعمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علمًا إنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إحتجاجًا على اتفاقية أوسلو.
تقلد الشاعر الفلسطيني محمود درويش العديد من المناصب منها منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ومحرر في مجلة الكرمل، ثم عمل رئيسًا لتحرير مجلة شؤون فلسطينية، وأصبح مديرًا لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة الكرمل سنة 1981.
آثر الشاعر الفلسطيني محمود درويش الحياة الأدبية بالعديد من مؤلفاته الى أن رحل في التاسع من أغسطس عام 2008 في الولايات المتحدة الأمريكية بعد إجراءه عملية قلب مفتوح في مركز تكساس الطبي في هيوستن، ولكنه دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء في مستشفى "ميموريـال هيرمان" نزع أجهزة الإنعاش بناءً على وصيته.
وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن الحداد ثلاثة أيام في كافة الأراضي الفلسطينية حزنا على وفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، كما وصفه بـ"عاشق فلسطين" و"رائد المشروع الثقافي الحديث، والقائد الوطني اللامع والمعطاء".
وشارك في جنازة الشاعر الفلسطيني محمود درويش آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، وقد حضر أيضًا أهله من أراضي 48 وشخصيات أخرى على رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قبل أن ينتقل جثمانه إلى مثواه الأخير في رام الله.