وفسر زياد خمايسي الطبيب العربي في تصريحاته التي كانت محور حديث اخبار حيفا الإقبال الواسع من قبل الفلسطينيين على دراسة الطب واتخاذه كمهنة لهم باعتباره منقذهم الوحيد في ظل إغلاق مجالات العمل أمام الأكاديميين العرب، كما أنه يوفر لدراسه الوجاهة الاجتماعية التي طالما بحث عنها.
وقال خمايسي في استكمال تصريحاته التي تصدرت عناوين اخبار حيفا إنه على الرغم من عمله كمدير لعيادة أمراض الأوعية الدموية في مستشفى رمبام الإسرائيلي إلا أنه يواجه تمييز عنصري ضده وضد جميع الأطباء العرب فيما يخص أسلوب الترقي في العمل.
وأضاف في حديثه الذي تصدر اخر اخبار حيفا أنه إذا كان هناك منافسة بين طبيب فلسطيني وآخر إسرائيلي على احدى المناصب داخل المشفي وكان لدى كل منهما نفس الإمكانيات والمؤهلات لهذا المنصب عادة ما يتم اختيار الطبيب الإسرائيلي وهو ما يجعلهم يستشعرون بوجود عنصرية ضد الأطباء العرب على الرغم من عدم وجود دلائل قاطعة تشير الى ذلك من جانب إدارة المستشفى المسؤولة عنهم.
ورفض خمايسي في تصريحاته التي كانت محور حديث اخبار حيفا استطلاعات الرأي التي تشير الى أن ثلث اليهود يرفضون الخضوع للمعالجة على يد طبيب عربي، لافتًا الى أنه طوال فترة عمله في المستشفى الإسرئيلي لم يرفض أي يهودي تلقي العلاج منه لكونه طبيبًا فلسطينيًا.
وتابع في متابعة لتصريحاته والتي تصدرت عناوين اخبار حيفا أنه يتلقى الكثير من الشكر من المرضى اليهود الذي يتولى علاجهم، ولكن هذا لا يعني تغير معاملة اليهود تجاه الفلسطينيين ولكن هذا الشكر هو من باب المجاملة على حد قوله وهو ما أكدت عليه زوجته الطبيبة رؤى زعبي التي تعمل في عيادة إسرائيلية في مدينة نتسيرت عليت حول تعامل المديرين والمرضى الإسرائيليين مع الأطباء الفلسطينيين.
وأكد خمايسي في ختام تصريحاته التي كانت محور حديث اخبار حيفا أن الفلسطينيين يرون في مهنة الطب مجالًا للبحث عن مكانة اجتماعية، بل ويشجعون أبناءهم على تعلمها باعتبار أن العلم هو سلاحهم كأقليات لمواجهة التمييز العنصري الذي تنتهجه السلطات الإسرائيلية ضدهم، وهو ما ينطبق على دراسة الصيدلة، حيث تبلغ نسبة الصيادلة العرب في إسرائيل خمسة وثلاثين في المائة وهذا كله بفضل الجامعات الأردنية التي فتحت أبوابها أمام فلسطينيي الداخل.
وفي ذات السياق ذكرت شبكة اخبار حيفا استطلاع رأي سنويًا يشير الى أن هناك ثلاثة وثلاثين من الإسرائيليين يرفضون تلقي العلاج على يد أطباء العرب وهو ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عشية رأس السنة العبرية الجديدة وهو ما يعكس تفشي العنصرية في إسرائيل.
واستشهدت شبكة اخبار حيفا بحادثة تدل على تفشي العنصرية في إسرائيل ضد الأطباء الفلسطينيين بعد رفض أحد الشباب اليهود تلقي العلاج على يد طبيب عربي، حيث طالب ادارة المستشفى باستبداله بطبيب إسرائيلي وهو ما رفضته إدارة المستشفى، رغم أنه نال على إشادة منظمة "لهافاه" الإسرائيلية المعروف عنها عنصريتها.
من جانبه قال حازي ليفي مدير مستشفى "برزيلاي" في تصريحاته التي كانت محور حديث اخبار حيفا إن هذه الحادث هو أمر عارض واستثنائي ونادر الحدوث، مشيرًا الى أن الأطباء والعاملين والطاقم الطبي في المستشفى لا يميزون في تقديم العلاج بين اليهود والعرب ولكنهم يقدمون خدمات لنحو نصف مليون شخص، كما يقدمون خدمات لمرضى من أهالي قطاع غزة أيضًا.
بينما اعترف أحمد الطيبي عضو الكنيست في حديثه الذي تصدر اخر اخبار حيفا بوجود عنصرية ضد الأطباء العرب والفلسطينيين داخل المستشفيات الإسرائيلية، مشيرًا الى أن حادثة هذا الشاب اليهودي ليست الوحيدة لكون اسرائيل تعتبر نفسها ديمقراطية لليهود فقط.
وقال الطيبي في استكمال حديثه الذي تصدر عناوين اخبار حيفا إن دراستهم للطب لم تمنحهم حقوق مساوية مع الأطباء الإسرائيليين، ولكن دراستهم للطب كان بعد إغلاق الباب أمامهم في مجالات آخرى بسبب تفشي العنصرية أيضًا ولاسيما في ظل اتجاه اليهود الى دراسة التكنولوجيا والهندسة والمجالات الأكثر ربحًا والأقل تكلفة.
وكان خمايسي المتخصص في علاج الجلد والذي يمثل نموذجًا لظاهرة الارتفاع الكبير في نسبة الأطباء الفلسطينيين في إسرائيل والتي كانت محور حديث اخبار حيفا قد حصل على جائزة التفوق العلمي وهو من مواليد بلدة كفركنا داخل أراضي 48، وبدأ العمل في مستشفى رمبام الإسرائيلي بمجرد انتهاء دراسته للطب بمعهد العلوم التطبيقية "التخنيون" في المدينة قبل خمسة عشر عامًا.
وللتأكيد على تصريحات خمايسي التي تصدرت اخبار حيفا للإقبال الواسع من قبل الفلسطينيين على دراسة الطب واتخاذه كمهنة لهم باعتباره منقذهم الوحيد في ظل إغلاق مجالات العمل أمام الأكاديميين العرب، كما أنه يوفر لدراسه الوجاهة الاجتماعية التي طالما بحث عنها، نجد أن هناك ارتفاع كبير في عدد الأطباء العرب بالمستشفيات الإسرائيلية.
يذكر أن هناك توقعات بزيادة نسبة الأطباء العرب في المستشفيات الإسرائيلية خلال الخمس سنوات المقبلة والتي ذكرتها شبكة اخبار حيفا مع إنهاء إكثر من ستة آلاف طالب عربي لدراستهم في جامعات البلاد والعالم، حيث وصلت نسبة الأطباء العرب العاملين بالمهن الطبيبة داخل المستشفيات الإسرائيلية الى ثمانية وثلاثين في المائة، في حين أن نسبة الأطباء العرب في إسرائيل تصل الى عشرين في المائة مقابل سبعة عشر في المائة هي نسبة فلسطينيي الداخل إلى إجمالي سكان إسرائيل.