تحدث رئيس لجنة المتابعة والنائب السابق الأستاذ محمد بركة لإذاعة الشمس، عن تصريحات نتنياهو الأخيرة التي قال فيها ’حقوق اسرائيلية وواجبات فلسطينية، هذا ما ينعم به أبناء المجتمع‘، فقال بركة: "هذا قد يكون صحيحا إلا إذا كانت القوانين العنصرية نعمة والفقر نعمة والبطالة نعمة وتدهور البنى التحتية نعمة وانتشار العنف نعمة ودولة المستوطنين التي أقامها نتنياهو نعمة، على هذه النعم لا يحمد نتنياهو ولا غيره، واذا كان قد تحدث قبل يومين عن أنه لا يقبل أن تكون في اسرائيل دولتين، دولة قانون ودولة أخرى للعرب، إن هذا الكلام مردود اليه فهو الذي أقام دولة الفقر ودولة الإجرام والعنف ودولة الإستيطان والإحتلال، ولذلك فإن الأمر مردود عليه بالكامل، وأعتقد أن على نتنياهو أن يتصرف كرئيس حكومة وليس كزعيم قبيلة يمينية متطرفة فاشية، وهو بحسب رأيي بعد أن فقد الفزاعة الإيرانية فإنه الآن يحاول أن يجعل من الفلسطينيين داخل اسرائيل فزاعة جديدة من أجل أن ينم معسكر اليمين حوله. أنا أعتقد أن هذا الكلام بغاية الخطورة، ونحن لا نقبل أن نعيش ببلادنا ووطننا كرهائن لأهواء نتنياهو".
وبما يتعلق بتصريحات نتنياهو وعلاقتها بالأحداث الأخيرة، وبالأخص حادث بئر السبع الذي ينسب لشاب من حورة وحادث تل أبيب، قال بركة: "بالنسبة لموضوع بئر السبع، فإنه حتى الآن هنالك أكثر من شيء غامض، وحقيقة أن الدولة والشرطة لم تنشر حتى الآن الفيديوهات والكاميرات التي كانت بالمحطة المركزية في بئر السبع، تدل على أنهم يخفون شيئا بموضوع مهند العقبي، والإثبات يحال اليهم. فيما يتعلق بهاتين الحادثتين، حتى لو ما قاله نتنياهو صحيح فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن هذا هو الأسلوب الذي تتبعه الجماهير العربية وقياداتها على مختلف أحزابها. نحن اخترنا النضال السياسي رغم كل ما واجهنا من تمييز واضطهاد ومصادرة أراضي وغيرها. اذا أراد أن يعالج هذه الظاهرة فعليه أن يعالج أساس هذه الظاهرة وجذورها المتمثلة بالإقصاء والتمييز من ناحية، وباستمرار الإحتلال من ناحية أخرى. هو لا يستطيع أن ينشر أوساخ الإحتلال وبعد ذلك أن يحتج أن هنالك أمور مزعجة تنبت على هذه المزبلة التي أقامها".
وبالنسبة لكثرة الأسلحة المتواجدة بالقرى والمدن العربي، قال بركة: "هذا صحيح جدا ونحن ضحايا هذا السلاح. عندما كان يقتل العرب عربا فإن هذا الأمر لم يزعج نتنياهو وأكثر من مرة عندما كنت نائبا في الكنيست طرحنا هذا الموضوع، والمرة الوحيدة التي اهتم نتنياهو بموضوع الأسلحة وانتشار العنف علمنا أنه كان بحث بالحكومة قبل يومين وجاء وزير الأمن الداخلي سابقا أهرونوفيتش وقال للحكومة أن هذا السلاج الجنائي قد يتحول لسلاح أمني، عندها قفز نتنياهو وقرر أن يعالج الموضوع، لكن معالجته لم تتجاوز الكلام والألفاظ الفارغة من أي مضمون. نحن ضحية هذا السلاح، ولا يعقل أنه بعد أن تحدث حادثة مثل ما حدث في تل أبيب ويقتل يهود عندها يصبح السلاح خطيرا. هذا السلاح كان خطيرا عندما قتل الأستاذ المربي يوسف شاهين وعندما قتلت النساء في الرملة وعندما قتل أشخاص بالنقب والجليل والمثلث، نحن نحمل هذا المطلب ونطالب الشرطة بأن تجمع السلاح المرخص وغير المرخص، ونحن لسنا بحاجة لسلاح من أجل إطلاق النار بالأعراس، فهذا السلاح يتحول لسلاح فتنة خطير والأمر مردود على نتنياهو".
وأضاف بركة: "نحن لن نكون شعبا من المخبرين، هذه وظيفة الشرطة. عندما قامت الشرطة قبل عدة سنوات بمحاربة الإجرام المنظم في مدينة نتنياهو، هل جاءت الى رئيس البلدية وقالت له أن ينزل معها الى الشارع ليدلها عن هؤلاء؟ هنالك توزيع سلطات بدولة تعتبر أنها دولة منظمة، لا يعقل أن يطلب من المواطن أن يقوم بدور الشرطة ويتحمل تبعات ذلك، هذا مسؤولية الأمن والشرطة ومن واجب الشرطة أن تقوم بذلك، ومن حق المواطن أن ينعم بالأمن. هذه محاولة للإسقاط السياسي، حسب رأيي، بأن يجعل من الوسط العربي مجموعة من المخبرين الذين يفرضون الواحد على الآخر، باعتقادي هذا دليل افلاس".
استمعوا للقاء الكامل مع السيد محمد بركة: